أقام معهد “أديان” حفل تخرج لبرنامج التنشئة على الأديان والشأن العام في لبنان لدفعته الرابعة دورة 2014-2015، في قاعة كاتدرائية النبي إيليا – وسط بيروت.
بعد النشيد الوطني، ألقى منسق “التنشئة على الأديان والشأن العام في لبنان” الأب أغابيوس كفوري كلمة قال فيها: “هدفنا المحوري من هذه التنشئة هو التعرف على الآخر ليس فقط للازدياد في المعرفة، ولكن إيمانا منا في مؤسسة أديان بأن معرفة الآخر هي العمود الفقري للقائه، للعيش معه، لقبوله، للاندهاش أمامه والتعلم منه”.
أضاف: “هذا البرنامج حريص على عدم تدوير الزوايا، ولا يخشى عرض المسائل كما هي، نفكر فيها ونضعها تحت مجهر القلب والعقل على حد سواء. الوطن، لبنان، هو رغبتنا القصوى، والإنسان كقيمة مطلقة هو شغلنا الشاغل”.
طبارة
وأشارت مديرة معهد “أديان” الدكتورة نايلا طبارة إلى أن “هذه التنشئة تعتبر جزءا أساسيا من سلسلة البرامج والدروس الأكاديمية التي تنظمها مؤسسة أديان من خلال المعهد الذي يهدف إلى الإسهام في تطوير تفكر نقدي وتحليلي وتفكيكي عند طلابه وإلى بناء قدراتهم ليصبحوا قادة تغيير في مجتمعاتهم”.
وبالعودة الى محور التنشئة الاول عن أديان العالم، ذكرت طبارة ب “مبدأين أساسيين في الديانة البوذية هما التغيير المستمر لكل ما هو في الكون والتأثير المتبادل بين كل ما هو موجود”.
وأكدت للمتخرجين أنهم “قادةالتغيير الاجتماعي بقدر ما يؤثرون بمن حولهم، في ضوء ما استفادوا منه من التنشئة”، وحثهتم على “الإيمان بدورهم الإيجابي في الوطن والمجتمع”.
مسرة
وقال البروفسور أنطوان مسرة: “لسنا بحاجة الى أي عقد تأسيسي جديد في لبنان فهو ليس وطنا قيد التأسيس، وحيث أن كل شيء جرب في لبنان طيلة أكثر من خمسمائة سنة، بخاصة خلال حروب 1975-1990، باستثناء الجدية في الخطاب والممارسة.
أضاف: “العقد الإجتماعي في لبنان لا يحتاج إلى تجديد على مستوى النصوص المؤسساتية الدستورية، بل الحاجة الى تجديد العقد الاجتماعي. هل نحن مجتمع؟ المجتمع ما يجمع. أو نحن مجموعات أفراد ومناطق وحزبيات وفئويات وعائليات وزبائنيات واصطفافات؟ ان هذه الحاجة دفعت أديان لتنظيم هذه التنشئة، فالعقد الاجتماعي بحاجة الى تجديد وإحياء، بخاصة لدى الجيل الجديد من الشباب”.
ترحيني
وقبل عرض فيلم قصير تضمن شهادات لمتخرجي التنشئة، ألقت نغم ترحيني كلمة باسم المتخرجين قالت فيها: “أحب حقيقة أننا شكلنا مجموعة أساسها الإختلاف، وقيمتها قبول هذا الإختلاف. أحب أننا تقاطعنا بهاجس البحث عن أجوبة وطرح المزيد من الأسئلة. أحب أننا تقاطعنا بمشاركة خبراتنا الشخصية وبقبول اختباراتنا الروحية والإيمانية. أحب أننا اخترنا أن نذهب إلى عمق هذه التنشئة فتكون نافذة لفهم إيماننا الخاص قبل فهم إيمان الآخرين”.
وختاما وزعت الشهادات على المتخرجات والمتخرحين، وأعقب ذلك حفل كوكتيل.
وطنية