خمسة آلاف مصحح واستاذ ومدقق وإداري يعملون حالياً على تسلّم مغلفات الإمتحانات التي تتضمن مسابقات المرشحين، التي تنقلها شاحنات قوى الأمن الداخلي من كل المحافظات حيث يتم فتحها وفرزها وتوزيعها على مراكز التصحيح المنتشرة في ثانويات ومدارس مجمع بئر حسن وخارجه.
أمس، تفقد وزير التربية الياس بو صعب مركز تصحيح مسابقات الإمتحانات الرسمية وفرزها في ثانوية زاهية سلمان والمدرسة النموذجية في بئر حسن يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق ومدير التعليم الثانوي محيي الدين كشلي ورئيسة دائرة الإمتحانات جمال بغدادي والمستشار الإعلامي البير شمعون.
وانتقل إلى أماكن وجود المصححين وغالبيتهم في الممرات حيث يمكن أن يدخل الهواء لعدم وجود مكيفات، وتحدث إليهم وتبين له أن معظم مسابقات اللغة العربية قد حقق أصحابها علامات فوق المعدل، فيما تبين أن القليل منهم نال علامة رسوب أو علامة متدنية جداً بمعدل 3 على 20، وتحدث إلى المدققين الذين يتسلمون المسابقات ولوائح المصححين ويدققون بها، وعاين كيفية اعطاء العلامة الأعلى لمصلحة المرشح على ألا يكون الفارق أكثر من علامتين بين المصحح الأول والمصحح الثاني. وكشف المدققون أنهم يراجعون جمع علامات كل مرشح للتأكد من أن جمع أجزاء العلامة صحيح، وفي حال وجود خطأ في الجمع يتم تصحيحه.
وفي هذا الاطار، قال رئيس رابطة التعليم الاساسي محمود ايوب لـ”النهار” ان “التصحيح قائم طبيعياً ووفق المعايير الموضوعة، ولا مجال للتساهل او التشدد لأن اي مسابقة يتبين ان الفارق بين مصححيها اكثر من علامتين يعاد تصحيحها”. اضاف: “طلبنا من الوزير تأمين بعض المستلزمات كالمراوح مثلا والطاولات، اذ لا يمكن للمصححين الجلوس على طاولات اولاد في الحلقة الاولى. وكذلك طالبناه بزيادة بدل الاتعاب (30 الف ليرة) لا سيما للذين يأتون من مناطق بعيدة اذ بالكاد يكفي هذا المبلغ بدل انتقال”.
وفي ما يتعلق بالمطالبة بالسلسلة، قال: “لو ان وضع البلد على ما يرام كنا قاطعنا الامتحانات، لأن السلسلة هي حقنا، ولكننا لا نريد تكرار ما حصل العام الماضي علماً اننا حريصون على الشهادة لأنها نتيجة لعملنا وتعبنا خلال السنة”.
بو صعب: لاعادة الثقة
وتبين أن عدد المرشحين للثانوية العامة لهذه السنة هم أقل من العام الماضي بثمانية آلاف مرشح، وأن المرشحين للمتوسطة هم أقل بستة آلاف عن العام الماضي بسبب الإفادات التي أعطيت وعدم وجود معيدين.
وتحدث الوزير بعد الجولة فقال: “الإتكال على الجهد الفردي البشري في كل هذه العملية، أي أننا ما زلنا منذ الخمسينات نقوم بالجهد نفسه من دون مكننة وهذا الأمر يستهلك الكثير من جهود الهيئة التعليمية، وأصبح لدينا دافع أكبر للتسريع في تطوير الإمتحانات مع تطوير المناهج والإمتحانات المدرسية والرسمية”.
واضاف: “لقد كان هناك غش يقابله مراقبة صارمة في مراكز أخرى وهذا الأمر يستدعي المعالجة وسوف نعمل عليه من خلال آلية لإعادة الثقة، وذلك بدعم الأساتذة واقرار الرواتب ومن خلال مكننة تساعدهم في إختصار الجهود، ومن خلال مناهج مطورة وامتحانات ملائمة لقياس التحصيل، ومن خلال توفير مراكز لائقة للإمتحانات والتصحيح”.
وأوضح ان نتائج الشهادة المتوسطة سوف تصدر على يومين في 26 حزيران و27 منه ويليها الشهادات الثانوية. وكشف أن الدورة الثانية سوف يتم إجراؤها حتى لو لم تجتمع الحكومة لأن هناك سابقة بإجرائها بناء على إذن إستثنائي من رئيس الحكومة.
نتائج جيدة؟
من جهته، قال رئيس المنطقة التربوية لبيروت محمد الجمل لـ”النهار” ان “الامتحانات انتهت على خير، وها هي عملية التصحيح تسير بشكلها السليم”، متوقعاً ان تكون النتائج جيدة “لأن الاسئلة لم تكن تعجيزية، اي ان التلميذ الذي درس حتما سيحقق نتيجة جيدة، كما وعد الوزير”.
وعن حالات الغش التي تم التداول بها، قال: “لم تكن هناك حالات نافرة، وحتماً سيعاقب من ثبت عليه الغش بعد التحقيق معه، علما ان التفتيش كان يقوم بدوره بشكل منتظم”.
النهار