اجتمع عدد من الشخصيات الروحية والاكاديمية من مختلف الطوائف، في خلوة روحية في دير كرمل القديس يوسف – المشرف، بمبادرة من مؤسسة أديان، في إطار شهر رمضان المبارك، للبحث “في الأزمة التي تواجهها الإنسانية اليوم بعد أن بات القتل والعنف بإسم الدين، والحوار ومشاركة الأفكار والتطلعات حول مسؤولية المؤمنين في حماية الإنسان والإنسانية.
افتتح الخلوة رئيس المؤسسة الأب فادي ضو، وقال:”ان أديان حريصة على تنظيم هذه الخلوة سنويا من منطلق ايمانها بأن شهر رمضان المبارك هو فرصة لنفكر معا بالمسؤولية الاجتماعية المشتركة، وتعزيز التضامن الروحي بين المؤمنين من مختلف الطوائف”.
ثم بدأ المشاركون الإدلاء بآرائهم والحوار حول التحديات التي تواجه المؤمنين في حماية الإنسان والإنسانية، وصدر بيان اشار الى “ان المجتمعين تطرقوا الى أبرز التحديات التي تم التطرق إليها وهي الحركات المتطرفة التي تنتهك الانسانية بإسم الدين، وحالة التباعد على صعيد العلاقات الأخوية والروحية التي تسود بين اللبنانيين، والشعور بالخوف من الآخر وكأن المؤمنين في حالة مواجهة ودفاع دائم عن أنفسهم ومعتقداتهم، والانقسامات السياسية الحادة في المجتمع اللبناني، وتراجع الشعور بالمسؤولية الوطنية بالإضافة إلى الفهم الخاطئ للكثير من الشؤون الدينية والذي يؤدي إلى زيادة التشنجات الطائفية”.
وتابع:”بهدف تعزيز حماية الإنسان والإنسانية، أكد المجتمعون ضرورة الفصل بين السلطتين السياسية والدينية وحماية الدين من المشاريع السلطوية والفئوية ليبقى البعد الروحي وسيلة للرقي بالإنسان ودافعا للاصلاح الداخلي والخارجي، وتطوير الخطاب الديني والتربية الدينية حول القيم الإنسانية والاجتماعية والوطنية، وإعلاء الأصوات ضد الحركات الإرهابية والمتطرفة التي تمارس انتهاكاتها بإسم الدين، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة السلام والعيش معا، واعتبار التنوع الديني والثقافي والاجتماعي غنى للبنان والمنطقة”.
ختاما شكر المجتمعون لأديان مبادرتها “التي تشكل نموذجا رائدا يتحدى الصراعات والفساد السياسي والاجتماعي ويواجه التطرف”، ثم شاركوا في مأدبة افطار.
وطنية