نظمت كلية الموسيقى في جامعة الروح القدس – الكسليك، حفل تكريم للمؤلف والعالم الموسيقي والمدير السابق لقسم الموسيقى في الجامعة وللمعهد الوطني للموسيقى الأب يوسف الخوري، بمناسبة الذكرى السادسة على غيابه، في حضور الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة وأعضاء مجلس المدبرين، الرئيسة العامة للراهبات اللبنانيات المارونيات الأم العامة صونيا الغصين، والرئيسة العامة لراهبات القديسة تريزيا الأم ثمينة الهندي، رئيس جامعة الروح القدس الأب الدكتور هادي محفوظ، أعضاء مجلس الجامعة، مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى بالتكليف الدكتور وليد مسلم، أمين المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية الدكتور كفاح فاخوري، عميد كلية الموسيقى في الجامعة الأب يوسف طنوس، إضافة إلى أفراد عائلة الأب يوسف الخوري، وأبناء بلدته رشدبين.
الأب طنوس
واستذكر عميد كلية الموسيقى في الجامعة الأب يوسف طنوس مواقف وإنجازات المحتفى به، مشيرا إلى أنه “لا تزال مدرسة المحترم خوري الموسيقية مقياسا للمؤلفين الكنسيين ومرجعا في الترانيم الليتورجية. طبع الأب يوسف الخوري الموسيقى والتربية الموسيقية في لبنان من خلال مؤلفاته وكتاباته وإنجازاته الإدارية والتعليمية، ولعب دورا مهما في الحياة الموسيقية في لبنان والبلدان العربية من خلال تأسيسه قسم الموسيقى في معهد الروح القدس قبل تحويله إلى جامعة، ومن خلال ترؤسه للمعهد الوطني للموسيقى، ومن خلال عمله في تأسيس المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية ومتابعة أعماله”.
كما تطرق إلى “الفضل العميم للأب خوري في نهضة موسيقى الكنيسة المارونية والسريانية وليتورجيتها”، مشيرا الى انه “حمل هم تراث الكنيسة الموسيقي وتنشأ عليه من خلال الرهبانية اللبنانية المارونية التي حضنت موهبته الفريدة وأرسلته ليكمل دراسته الموسيقية في باريس بعد أن بدأها اكتسابا من رعيل من الرهبان المتمرسين بالألحان السريانية المارونية، ودراسة في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة”.
ثم تحدث عن مسيرة الأب خوري متناولا تأليفه ونشاطه الموسيقي وشخصيته وأعماله الإدارية، مؤكدا أنه “موسيقي عبقري رائد للكنيسة والوطن”.
مسلم
اما مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى بالتكليف فقال: “هو ابن الرهبانية اللبنانية المارونية الرائدة في الشأنين التربوي والعلمي. ولعلها أحد أحجار الزاوية الأساسية في تراث لبنان الروحي والثقافي والوطني”، مشيدا بمزاياه، معتبرا أنه “لعله أجدى من مثل لبنان في المؤتمرات الموسيقية العربية والدولية وكان له فضل في تأسيس المجمع العربي الموسيقي كما أسهم في تأسيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي”.
وأضاف: “في عهده المميز، تحول الكونسرفتوار إلى ورشة عمل خصبة واضحة المعالم والغايات. تلامذته وأساتذته وموظفوه عائلة متينة الروابط، وإنتاجه جمالي نوعي مفعم بالحس الروحي والإنساني ينضح بمحبة لبنان وأبنائه كافة. وكان معلما، إذ كان التدريس متعته بل دعوته الثانية قارن فيها كبارا”.
فاخوري
اما فاخوري فعرض للمسيرة الطويلة التي جمعته بالأب يوسف الخوري، مؤكدا أن “الأب الراحل كان يتمتع بحب كبير للتعاون تجلى في توقيع إتفاقية قضت بتزويد دار المعلمين بمدرسي الآلات الموسيقية المختلفة لتدريس مواد العزف لطلبة تخصص التربية الموسيقية. وعاينت استعداده الدائم لسماع رأي الآخر مهما اختلف هذا الرأي معه، كما عاينت حكمته في إدارة الجلسات والاستفادة مما كان يطرح فيها”.
محفوظ
واعتبر الأب محفوظ أن “مكرمنا الغائب، حاضر من خلال نتاجه الموسيقي الكنسي الكبير. فهو، بذلك، شاهد، على روحانية رهبانيتنا التي عملت وتعمل بدون كلل، من أجل كل أمر كنسي حميد. لا زالت ألحانه، حتى اليوم، ترتل، فتفرح القلب. ومن خلال جوقة الرهبان التي أدارها، والتي في خطها نشأت جوقة جامعة الروح القدس، برز خط كنسي نرى أثره الواضح حتى اليوم في ربوع كنيستنا. وفضلا عن ذلك، لا زال اسم جامعتنا ورهبانيتنا يلمع بفضل هذا الخط الليتورجي والموسيقي”.
ولفت إلى أن “المتكلم الذي سوف يرقى بالاحتفال إلى قمته، هو قدس الأب العام طنوس نعمه، وهو يحمل في شخصه المزايا التي تسمح لهذا الخط الرهباني والكنسي بالسير إلى الأمام. هو الحامل على كتفيه وفي قلبه شؤون كل راهب وكل مؤسسة وكل دير والشجون. فلكم يا قدس الأب العام أطيب تحية في مناسبة القاء التحية على روح راهب، تفانى في خدمة الرهبانية من خلال حقل مميز من حقولها وهو الموسيقى”.
اضاف: “ما أجمل بيتنا الرهباني بتعدد مواهب الرب فيه. هذا البيت هو سر لا يفقهه إلا الناظر إلى العلاء حيث الرب معطي المواهب”.
نعمة
ووصف الأباتي نعمة في كلمته المحتفى به ب”شخص لامس الزهد خيارا وحياة، واعتصم في صومعة المعرفة التي مصدرها الله بالإيمان، وأغرق في كتابه جمال الله في أحرف من نغم، لعله وجد فيها الأسلوب الأفضل لمقاربة المطلق الذي تلامسه الحواس دون أن تلمسه، ويسكن القلوب فتنبض به، وتنشده الشفاه ليصبح هو الطريق والهدف، وهو الحاضر والآتي في آن معا”.
وتابع: “المرحوم الأب يوسف الخوري، مدرسة سداسية الأبعاد، مفردة الجوهر. أما الأبعاد الستة فهي: التكرس، الصلاة، المعرفة، اللغة، الخبرة والحضور، والجوهر هو الله الذي استحوذ على كيانه وثقافته وكل تعابير حياته فلا عجب أن نحيي اليوم ذكراه مسترجعين كل تلك الأبعاد وشاهدين للجوهر عينه، سيما وأن ذكرى الأب يوسف الخوري حية طالما تلازمت والحدث الليتورجي كلما أنشدنا من خلاله لحن شكر وتمجيد الله، وكلما ترنمت شفاهنا والقلوب بتلك التعابير القواعد التي جعلت منه مدرسة في الكتابة الموسيقية وفي إيقاع الكلمات”.
وختم شاكرا “جامعة الروح القدس على هذه البادرة الكريمة، والأب يوسف طنوس على هذه الأمانة لمدرسة الأب يوسف الخوري، والأب يوسف الحاضر كما السر من خلف حجاب القبر نشيدا دائما لجمال الله الباقي إلى الأبد”.
وتخلل اللقاء عرض فيلم وثائقي عن الأب يوسف الخوري. وقدمت جوقة جامعة الروح القدس – الكسليك بقيادة الأب يوسف طنوس مجموعة من التراتيل التي لحنها الأب يوسف الخوري. كما جرى تقديم كتاب أبحاث مهداة إلى الأب يوسف الخوري.
وطنية