روزيت فاضل / النهار
في غياب القرار السياسي للنهوض بالمدرسة الرسمية وتأمين مستلزمات التعليم الرسمي، أطلق المركز التربوي للبحوث والإنماء والمركز الثقافي الفرنسي بدعم من الوكالة الجامعية الفرنكوفونية والمنظمة الدولية الفرنكوفونية مشروع “المبادرة الفرنكوفونية لتدريب المعلمين من بعد” (Ifadem) والذي يهدف إلى تحسين تعليم لغة موليير من خلال إعداد أدلة تدريب أربعة لتطوير تعليم الفرنسية مع قيمة مضافة تقضي بتكامل مضمون الأدلة مع التدريب من بعد واستعمال التكنولوجيا الجديدة في تدريبهم الخاص.
إلتقت “النهار” خبيرة Ifadem من جامعة فرساي الدكتورة دانييل هوبارت، ومنسقة مصممي Ifadem لبنان من الجامعة اللبنانية الدكتورة ريما مالك.
ويشير البيان الصادر عن المكتب الإقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية – الشرق الأوسط الى أن “هذا المشروع يدرج في إطار “الميثاق اللغوي” الرامي إلى تعزيز اللغة الفرنسية والذي وقعه رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان والأمين العام السابق للمنظمة الدولية الفرنكوفونية عبده ضيوف في القمة الفرنكوفونية الثالثة عشرة. ولفت البيان إلى أن “المشروع يهدف إلى تحسين جودة تعليم الفرنسية للصفوف الابتدائية مع الاستعانة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.
وأعلنت هوبارت أن “المشروع إنطلق في مرحلة اختبارية شملت 600 معلم إبتدائي رسمي للغة الفرنسية من شمال لبنان وصولاً إلى جبيل، ويهدف تدريبهم الى العمل على طرائق تعليم لغة حديثة ومختلفة بعيدة من الرتابة التقليدية. وأكدت انه سيتبع هذه المرحلة، مراحل تدريب في المناطق اللبنانية كلها.
وذكرت أن المشروع يلحظ تنظيم ورش تدريب نساهم فيها مع مجموعات من المتدربين في إعداد أدلة لتطوير تعليم اللغة الفرنسية في المرحلة الإبتدائية. وتوقفت عند منهجية صياغة الدليل الأول وهو “دليل المعلم” ويركز مضمونه على أخلاقيات المهنة، الظروف الملائمة للتعليم، والطرق المتبعة لإعداد حصة تربوية وغيرها”.
وشددت على تبادل الخبرات بين المدربين والمتدربين من خلال طرح نماذج لحالات قد ترافق المربي خلال التعليم والعمل على تحليل إيجابياتها وسلبياتها واستخلاص المسار الأسلم والأكثر مهنية لهذه الحالات. ولفتت إلى أهمية توفير تمارين عدة في الدليل الأول تساهم في مساعدة المعلم في إدراج نظم تعلمية حديثة لمقاربة الحصص”. وقدمت ملخصاً عن مشاريع الأدلة الثالثة التي لم يتم إعدادها بعد، مشيرة إلى أن الدليل الثاني يطرح الأساليب التربوية الفضلى لتعليم القراءة، والدليل الثالث يسلط الضوء على أنشطة خاصة لفهم نص فرنسي واستيعابه، والدليل الرابع والأخير يتناول الطرائق الأمثل للكتابة والقراءة. وأعلنت أن المنهجية المعتمدة في تعليم اللغة في هذه الأدلة قد تتكيف بسهولة مع تعليم المواد الأخرى لتلامذة الإبتدائي ومنها الرياضيات والعلوم.
أما مالك فلفتت إلى ان الجهود المبذولة لإعداد أدلة التدريب الأربعة تتكامل مع العالم الرقمي لـ”Ifadem-Liban”. وشرحت بإسهاب عن التدريب من بعد والذي يقوم على أن تعمد البيئة التربوية وكل المهتمين بتدريب المعلمين عموماً والمربين من مرحلة الأساسي على الدخول مجاناً الى البرنامج المتوافر عبر خدمتيّ “يوتيوب” و”ساوند كلاود” للتعرف على نماذج تربوية بالصوت والصورة، والتي قد تطرأ خلال تعليم الحصص. وأكدت أن هذه الحصص التربوية النموذجية تتكامل مع مضمون الأدلة وتشكل حافزاً لتطوير منهجية دينامية للتعليم بين المربين أنفسهم او بين المربي والتلميذ. وأشارت إلى أن أجهزة الكومبيوتر التي تم توزيعها في الدورة التدريبية الثانية تشكل المحرك الأساسي لشؤون تربوية عدة، منها لمتابعة كل جديد في العالم الرقمي لـIfadem-Liban.