وطنية – ودعت الكنيسة المارونية وأبرشيتا بيروت والبترون الخوري بطرس الحكيم (95 عاما) بعد ستين سنة في خدمة الرب وأبنائه.
ترأس الصلاة لراحة نفسه المطران بولس إميل سعادة في كنيسة مار إسطفان في البترون بمشاركة رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر والمطرانين منير خير الله ومارون عمار ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات.
شارك في الصلاة مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب وحشد من رعية عين سعادة التي خدم فيها الفقيد 57 عاما.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة رثى فيها الراحل وتحدث عن مزاياه وإيمانه وتقواه، وقال: “أعطاني الرب أن أعرف الخوري بطرس، وكنت ولدا في الحادية عشرة من عمري، يوم دخلت إلى المدرسة الإكليريكية في مار عبدا في غزير ودخل هو في سنوات الفلسفة واللاهوت. ومنذ أن تعرفنا على وجهه الصبوح، أحبه جميع رفاقه. كان رجلا متكملا حكيما، خبز الحياة وعجنها ودخل إلى المدرسة الإكليريكية بكل قناعة وبنعمة كبيرة من الله. ولم يكن هذا الأمر غريبا عنه، فهو ابن عائلة كهنوتية بامتياز”.
اضاف: “عندما كان يكلمنا كيف بدأ حياته الكهنوتية، كنا نفرح به فرحا كبيرا، نرى فيه إنسانا مؤمنا، محبا للكهنوت ومحبا للخدمة. ويصادف أنه يغادر هذه الدنيا في عيد كاهن عظيم، هو خوري آرس في فرنسا، القديس وشفيع الكهنة في العالم كله. خوري آرس لم يكن على علم عظيم باللاهوت، كان يعرفه معرفة كاملة وحقيقية، لكنه أكثر من العلم في الكتب، كان يعرف الله مباشرة بتأملاته وصلواته. يقرأ في الكتاب الكبير، كتاب الحياة. في قلوب الناس عطش إلى الله، فخدم رعيته كما لا أحد وصار قديسا، شفيعا للكهنة في العالم بأسره”.
وتابع: “في عيد خوري آرس، يذهب الخوري بطرس إلى السماء وإني بكل ثقة ودون أن أخطىء، أتجاسر وأسميه، خوري آرس لبنان. هذا الكاهن الذي قبل سر الكهنوت منذ ستين سنة، وكنا طلابا صغارا خدمنا في قداسه. أرسله المثلث الرحمة المطران إغناطيوس زيادة إلى بلدة عين سعادة الحبيبة، حيث رعية بقيت أمينة له حتى اليوم وستبقى, خدم فيها طوال حياته الكهنوتية. وقال لي منذ أسبوعين عندما زرته في المستشفى: خدمت 57 سنة في عين سعادة لم “أزعل أحدا” أحببت الجميع، عمدتهم وزوجتهم وزوجت أولادهم وعمدتهم. هذا كلام يبقى لنا جميعا نحن الكهنة، مثالا للخدمة الحقيقية. هذا الإنسان الذي أحب الناس، لأنه أحب الله أولا”.