اعتنقت لورا كينز، حفيدة تشارلز داروين، صاحب نظرية النشوء والارتقاء، الديانة الكاثوليكية، ما شكل مفاجأة لجميع المحيطين بها، إلا أن كينز تبدو مقتنعة تماما بخطوتها، وأكدت أنها اتخذتها بعد الكثير من القراءة والتفكير.
وحين سُئلت كينز، كيف وجدت طريقها إلى الكنيسة الكاثوليكية كشفت ان والدتها اعتنقت الكاثوليكية بعد فترة وجيزة على مولدها وعمَّدتها في كنيسة كاثوليكية ولكن والدتها تراجعت عن ديانتها الكاثوليكية حين كانت ابنتها في سن الثانية عشرة وفي هذه المرحلة انتهى تكوينها الديني.
وأوضحت لورا كينز انها تعرضت إلى تأثيرات مغايرة من جهة والدها سلسيل عائلتي دارون وكينز، وهي تأثيرات عقلانية، علمانية، انسانية بقوة. ونقلت صحيفة ناشينال كاثوليك ريجستر، عن كينز قولها “ان والدي عالم أعصاب أكاديمي وأنا استوعبتُ النظرة القائلة إن كل الظواهر هي نتاج العقل المادي، وانحدرتُ تدريجيا إلى اللاأدرية”.
وكانت عودة كينز إلى الديانة الكاثوليكية التي عُمدت في كنيستها مفاجأة، وهدفاً في شباك “الملحدين” الجدد في بريطانيا.
وتروي كينز انها خلال مرض جدتها بالعضال عادت “إلى المسبحة في تلك الساعات الطويلة بجانب سريرها وجرى تذكيري بالقوة العلاجية لآلام المسيح”. وفي تلك الفترة، اكتسبت كينز وعياً روحانياً لكنها لم تتخذ خطوة العودة إلى الكنيسة الكاثوليكية قائلة “هذه الخطوة جاءت بعد كثير من التفكير والقراءة”.
وتحدثت كينز عن عائلتها قائلة “انها انجليزية حتى النخاع، فنحن لا نعبر عن عواطفنا، وقطعاً لا نعيش خبرات روحية شخصية بحدة، لذا لم يذع الخبر حتى يوم تأكيد ديانتي الجديدة بمراسم دعوتُ اليها والدي، وحينذاك أصبح واضحاً لهم أن هذه لم تكن روحانية شخصية مبهمة بل إني انتميتُ إلى دين منظَّم”.
وتدرك لورا كينز التي درست الفلسفة في واحدة من أرقى جامعات العالم الرأي القائل باستمرار ان الايمان بالله ايمان غير عقلاني. وتقول في هذا الشأن “ان الادعاء بأن الايمان بالله لا يقبله العقل، يضفي قيمة عالية على العقل، لذا سيكون ردي، اولا بالتأكيد على اننا جميعا نشترك بهذه القيمة، وحين تكون لدينا قيمة مشتركة يكون لدينا أساس للنقاش. ثم أطلب من صاحب الإدعاء ان يفكر في المفارقة المتمثلة في ان رفض الايمان بالله على انه غير عقلاني، ولا يقبله العقل، قد يكون هو نفسه رفضاً معادياً للفكر، وبالتالي يضعف العقل نفسه كقيمة، لأن هذا الإدعاء يمثل خطرا على ممارسة الفلسفة، واللاهوت بوصفهما فرعين أكاديميين. فإن مسألة البرهنة على وجود الله بالمحاجَّة العقلانية شغلت الفلاسفة واللاهوتيين طيلة قرون. وسأطلب من صاحب الادعاء ان يفسر كيف ان غلق هذا النقاش يخدم قضية العقل، هكذا سأرد برفق ولكني إذ نفد صبري سأقول لهم “اذهبوا واقرأوا توماس الإكويني””.