فقد صحافيان حياتهما خلال شهر آب الماضي بسبب عملهما الاعلامي، اذ واصل تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية “داعش” جرائمه بقتل وإعدام صحافي في العراق بعد اختطافه، فيما قتل مدير مكتب “إذاعة شام” في اللاذقية وضاح يوسف على يد أجهزة أمن النظام السوري نتيجة تغطيته الاعلامية للتظاهرات التي اجتاحت مدينة اللاذقية احتجاجاً على الجريمة التي اقترفها أحد أبناء عائلة الأسد في تلك المدينة.
وأصدرت شبكة المدافعين عن حرية الاعلام في العالم العربي “سند” التي يتولى إدارتها مركز حماية وحرية الصحافيين تقريرها الشهري لرصد الانتهاكات ضد الاعلام في الدول العربية مشيرة الى أنه بمقتل صحافيين خلال شهر آب الماضي يرتفع عدد الاعلاميين الذين فقدوا حياتهم منذ بداية العام الحالي الى 38 ويرتفع منذ 2012 وحتى إصدارها التقرير الى 219.
وأشار التقرير الى أنه على الرغم مما قدمه الصحافيون العرب من تضحيات أثناء تغطيتهم الصراعات في عدد من مناطق العالم العربي، إلا أن أعلى نسبة انتهاكات كمّياً وقعت على الصحافيين خلال الشهر الماضي منذ بداية العام الحالي بواقع 360 انتهاكاً.
وسجّل التقرير أعلى نسبة اعتداءات على الاعلاميين بتعرض 130 منهم لاعتداءات وانتهاكات مختلفة بسبب عملهم.
ولاحظ التقرير عودة قمع الصحافيين اثناء تغطيتهم المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية، وبأساليب مشابهة لسابقاتها في الاعوام الماضية، إذ تعرض صحافيون، وبشكل منظم وممنهج، لاعتداءات من أشخاص يرتدون ملابس مدنية في المسيرات التي اجتاحت العاصمة اللبنانية بيروت، وأيضاً مناطق عدة من العراق.
ووثّق التقرير اعتداءات ممنهجة تعرض لها صحافيون عراقيون وقام بها أشخاص لم تعرف هويتهم، الى جانب الأجهزة الامنية، وذلك أثناء تغطية التظاهرات والمسيرات الشعبية الحاشدة التي خرجت في بغداد ومحافظات في جنوب العراق استجابة لدعوات التيار المدني للاحتجاج على الفساد وتردي الخدمات وعدم توافر الوظائف.
وفي بيروت وثق التقرير تعرض صحافيين ومصورين لاعتداءات ممنهجة يومي 22 و23 من الشهر الماضي، وذلك أثناء قيامهم بأداء واجبهم المهني في تغطية الاحتجاجات الشعبية التي أطلقها نشطاء في حملة كبيرة تحت اسم “طلعت ريحتكم”.
وجاء في التقرير أن حدة الانتهاكات الممنهجة والواسعة النطاق استمرت أيضاً في مصر وان اجراءات منع التغطية التي تتخذها الاجهزة الأمنية الى جانب مسؤولين ومتنفذين كانت السبب وراء التوسع في الاعتداءات، إضافة الى المحاكمات.
وبيّن التقرير أن انتهاكات الاعتداء الجسدي والاصابة بجروح ارتفعت نسبتها كمياً، فيما تراجع الاعتقال التعسفي مقابل انتهاكات التهديد بالايذاء والمنع عن التنقل والسفر والمضايقة وحجز الحرية والاعتداء اللفظي والمحاكمة غير العادلة، الى جانب مصادرة أدوات العمل والخسائر بالممتلكات. وكلها تصدرت قائمة الانتهاكات للتقرير بشكل واضح ومختلف عن قائمة الانتهاكات للأشهر الماضية منذ بداية العام 2015.
وعرض التقرير عدد الانتهاكات ونسبها التي تعرض لها الصحافيون خلال الشهر الماضي، حيث بلغ أعلاها كماً انتهاكات سلطات وقوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الصحافيين الفلسطينيين في الضفة الغربية بواقع 149 انتهاكاً، يليها مصر بواقع 51، ثم العراق 40، لبنان 35، السودان 18، ليبيا 13، المغرب 11، اليمن 8، الانتهاكات الواقعة على الصحافيين في الضفة الغربية 7، ويعادلها في السعودية 7، ثم الاردن 5 انتهاكات، تليها الانتهاكات ضد الصحافيين في قطاع غزة 5، ثم البحرين 4، سوريا وتونس 3 انتهاكات لكل منهما، وأخيراً الصومال انتهاك واحد.
وأشار الى ارتفاع نسبة الانتهاكات ضد الصحافيين إلا أن نسبة الانتهاكات الجسيمة التي لا يتعرض مرتكبوها عادة للمساءلة والتحقيق بلغت 26,3% من مجموع الانتهاكات.
النهار