كرم رئيس بيت ودير مار شربل الأب جوني سابا إعلاميي الشمال الذين واكبوا الإحتفاليات السنوية التي أقيمت في مسقط رأس القديس شربل في بقاعكفرا، حيث أقام على شرفهم مأدبة غداء سبقها لقاء تعارف بين الإعلاميين والأب سابا الذي ألقى كلمة رحب فيها ب”الإعلاميين”، منوها ب”عطاءاتهم”، ومعتبرا “أن بيت القديس شربل هو بيت الجميع على مختلف مذاهبهم ومشاربهم”، شاكرا لهم تلبيتهم الدعوة.
وأضاف:”جميعنا يعلم أن الكثير منا ينسب الأديار بأنها مكان مسيحي لقد تعلمنا في الجامعة وتعلمنا من رهبنتنا ولاهوتنا أن لا نميز بين إنسان وإنسان، فالكاهن يجب أن يتبع رسالة البابا أعطيكم رعاة، فالراهب والخوري والمطران والبطريرك جميعنا ورجال الدين من الطوائف الأخرى من واجبهم أن يهتموا بكل إنسان مهما كان دون تفرقة في الاديان والمذاهب، فالله عندما خلق الإنسان خلقه على صورته ومثاله ولم يميز، لذلك نحن نؤمن بهذا المبدأ الإنساني ومن هذا المنطلق أردنا أن يكون هذا اللقاء محطة محبة وحرية وتحت غطاء قديسنا العظيم، لأن مار شربل تخطى لبنان والرهبنة والكنيسة وتخطى الطوائف وبالنسبة لنا أستاذنا الجديد أصبح مار شربل لأنه يعلمنا أن لا نقول هذا أحبه أو لا أحبه لا نقول هذا مسلم وهذا مسيحي، بل يعلمنا أن نقول نحن كلنا لبعضنا وإذا أردنا ان يكون لنا وطن علينا أن نكون متكاتفين وغير هذا لا أحد يفتكر أنه يوجد حل وأنتم الصحفيين أدرى الناس أنه لا الصاروخ أفادنا ولا السياسيات العلمية أفادتنا ولا النووي سيفيدنا ولا شيء سيفيدنا إلا إذا نحن تكاتفنا ونقول جميعا نحن لخدمة هذا الوطن ولخدمة بعضنا البعض”.
وتابع:”اليوم النفايات تؤذي الكل وجميعنا نتنشقها ذاتها والفيروس ذاته، إنهم مخطئون في أمور كثيرة ويعلموننا أن نعيش كذبة ولكن بقوة الله وبقوة إيماننا سوف نصلح كل الأمور وإن شاء الله سنحصل على السلام والمحبة والوفاق والحلول واذا لم تعالج كل القضايا فنحن أموات ومن الممكن أن نبقى ولكن بحسب قول جبران خليل جبران هذا حفار القبور نحن نحفر قبرنا بيدنا، لن يحل لنا أحد المشكلة فنحن وحدنا المعنيون بها، لذلك أعود وأجدد شكري لكم ومحبتي لكم وأقول لكم أن هذا الدير محسوب عليكم اضافة الى أديارنا وكل كنائسنا وكل جوامعنا”.
وأردف قائلا:”كما قلت لكم أنا لم أدرس الصحافة ولكن أتعاطى الإعلام من خلال الإخراج وأعطي مثالا على أهمية الاعلام وتأثيره في المجتمعات وكيف أولاه هتلر الاهتمام عندما أعلن الحرب على أوروبا والحقبة التي نحن فيها نرى كيف سقط العراق بين ليلة وضحاها رغم انه كان رابع دولة في العالم من حيث الجيش والعتاد وكل المقابلات التي كان الصحاف يعطيها كانت كودات تعطى للعدو”.
وتابع “إذا قربتم أكثر الى حرب 2006 ،أنا كنت في أوروبا في تلك الفترة وكنت أتابع من هناك وكيف كان الطيران الاسرائيلي يكرر ضرباته بناء للمتابعة الاعلامية ميدانيا، فالإعلام العفوي يقتل وإذا تعاطينا معه بعفوية وبغير قصد يقتلنا فكيف إذا كنا مستهدفين”.
وختم: “لذلك نحن نريد أن نستعمل الإعلام وسيلة لكي نرفع من معنويات بعضنا ونكون جميعنا يدا واحدة لخدمة الوطن وإن شاء الله يكون هذا اللقاء الأول بيننا فاتحة طريق لتعاوننا الدائم”.
وبعد الغداء قدم سابا دروعا تكريمية تحمل ذخائر القديس شربل لكل من رئيس مكتب بشري بدوي حبق والملحق الإعلامي في دير قزحيا جوزيف محفوض اللذين واكبا مباشرة ويوميا في إعداد الأنشطة.
وبعد جولة على القاعات الجديدة التي قام سابا بترميمها وإطلاعهم على ما تحتوي من كنوز دينية وثقافية وتاريخية، إنتقل الجميع الى صالون الدير حيث كرم سابا كل الإعلاميين المشاركين وقدم لكل منهم مجسم من خشب الأرز تقديرا لعطائاتهم إضافة الى أربعة نسخ من أفلام أعدها وأخرجها الأب سابا للقديس شربل ورفقة والأخ إسطفان ودير مار أنطونيوس قزحيا.
وطنية