اختتمت “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” نشاطاتها السنوية الثانية عشرة لحديقة البطاركة لصيف 2015، وأقامت على مسرح الوادي المقدس في واحة عصام فارس للتنمية والتراث، عرضا ثقافيا فنيا قدمته الهيئة التأسيسية لجمعية بيوت الوحي منارات في أول اطلالة لها.
وحضر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المطرانان مطانيوس خوري ومارون العمار، العميد وليام مجلي ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس، رئيس الهيئة اللبنانية للحفاظ على البيئة المحامي انطوان بخعازي، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الزعني خير، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي، مدير عام المؤسسة الاجتماعية المارونية الاب نادر نادر، عضو الهيئة الفخرية فيها مؤسس مكتبة الوادي المقدس انطوان أزعور، رئيس كاريتاس الشرق الاوسط وشمال افريقيا السابق المحامي جوزف فرح، رئيس حركة الارض طلال الدويهي اضافة الى حشد من الوجوه الروحية والزمنية.
في بداية اللقاء جرى اتصال هاتفي بين البطريرك الراعي وفارس، عرض خلاله الاوضاع الراهنة، وزيارة البطريرك الراعي الخميس المقبل الى القبيات في عكار. وثمن فارس “جهود البطريرك الراعي الوطنية والراعوية الهادفة الى اخراج الوضع اللبناني من الفراغ الرئاسي وتداعياته السياسية والاقتصادية والامنية، والى تفعيل دور المجتمع المدني في عملية الانقاذ”.
بدوره جدد الراعي “الامل بعودة فارس الى لبنان الذي يحتاج اليه، خصوصا في الظروف الصعبة التي يمر فيها”، مقدرا “مبادراته الانسانية والانمائية الرائدة، ومنها عنايته الدائمة بتطوير موقع حديقة البطاركة ودعم النشاطات التي تقام فيها”.
ثم كانت للراعي حلقة التنشئة المسيحية التي تناولت موضوع عيد الصليب ومعاني الصلب والفداء والقيم الروحية المتصلة بالعيد.
بيوت الوحي
ثم افتتح اللقاء بترنيمة “العدرا تطل من جديد” للمرنم انطونيو شعيا، كلمات جورج عرب وألحان فؤاد فاضل، بعد ذلك عرف الزميل جورج عرب بجمعية “بيوت الوحي منارات”. وأشار الى ان “فكرة تأسيس هذه الجمعية انطلقت مما آل اليه بيت الشاعر الكبير ايليا ابي ماضي، الذي بيع وانمحت صلته بأبي ماضي بعدما توقف أبناؤه عن متابعة ملف استعادة جنسيتهم اللبنانية، حين اصدر الرئيس الياس الهراوي مرسوم التجنيس الشهير، الذي جنس آلاف الطارئين وأسقط أسماءهم”.
أضاف: “فانطلقنا بتأسيس هذه الجمعية لتعنى ببيوت أهل الثقافة والأعلام الروحية والزمنية وتحويلها متاحف ومنارات روحية وثقافية، وأطلقنا عليها اسم بيوت الوحي منارات، وتضم هيئتها التأسيسية وجها يمثل قطاعا من قطاعات الثقافة والفنون، وهم: ماريا يمين، لينا باسيل، نسرين زغريني، جوليان عرب من الشبكة الدولية للفنون المعاصرة، الموسيقار فؤاد فاضل، الشاعر جوزف ابي ضاهر، الرسام انطوان مطر، المخرج ميلاد طوق، النحات نصري طوق، الفنان جورج خباز وجورج عرب”.
ثلاثة بيوت .
ثم تحدث الشاعر ابي ضاهر، واشار الى “التواصل مع رئيس بلدية بكفيا المحيدثة فيليب السبعلي”، مؤكدا “عمل البلدية لتخصيص ايليا ابي ماضي بجناح في المعرض الذي تقيمه في سراي آل ابي اللمع في بكفيا، والتواصل مع رئيس بلدية حياطة المحامي جوزف عازار لاحياء تذكار الاخوين اميل وفريد غصن، اللذين علما فريد الأطرش العزف على العود، والتواصل مع رعية بلوزا لترميم وتأهيل بيت البطريرك جبرايل البلوزاوي”.
ولفت الى “الاصدار الاول من سلسلة تحت شمس الوادي المقدس لرابطة قنوبين للرسالة والتراث، الذي يتناول وجوها منارات ثقافية مغمورة”.
وتبع ذلك فاصل موسيقي لفاضل، وقراءات شعرية لماريا يمين من شعر جورج يمين، ايليا ابي ماضي ، ويوسف روحانا وأسعد السبعلي، فوثائقي “موطن قلبي” للمخرج طوق يتناول نموذجا للعناية ببيت جبران وتحويله متحفا، وقراءة شعرية لأنطوان فرنسيس من مسرحية البطريرك الدويهي، فالشاعر جرمانوس جرمانوس في قصيدة قنوبين وبخور الصلا. ثم اطلالة لخباز، فأنشودة العودة الى قنوبين، كما كانت قصيدة للمحامي بخعازي باللغة الفرنسية تناولت جمال الارض والبيئة التي يجب الحفاظ عليها ثروة لا تعوض.
وخلال اللقاء سلم الراعي والشدراوي المحامي بطرس فضول أيقونة سيدة قنوبين، علامة انضمامه الى هيئة اصدقاء الوادي المقدس في الرابطة، فيما كان مطر ينجز لوحة تحت عين الراعي، وطوق ينجز منحوتة يد الراعي، وقد قدماهما ولوحة الرجاء للرسام خوري للبطريرك الراعي. فيما سلم البطريرك الراعي العميد مجلي تحية لفارس لوحة “كنائس الشرق الباقية” بريشة أبي ضاهر.
الراعي
وختاما كانت كلمة الراعي، التي أثنى فيها “على مبادرة تأسيس جمعية بيوت الوحي منارات، كعلامة وعي لارثنا الثقافي الثمين، ووفاء لأصحاب هذا الارث”، آملا “تحقيق أهدافها، والعناية ببيوت أعلامنا الكبار المهملة وتحويلها متاحف ومنارات روحية وثقافية”.
وشكر أصحاب النتاج المتنوع، الذي عرض خلال اللقاء من موسيقى وشعر ورسم ونحت وسواها، مرحبا “بجهود رابطة قنوبين للرسالة والتراث لتنظيمها هذا اللقاء المميز، ولعنايتها بموقع حديقة البطاركة كمعلم بارز من معالم الوادي المقدس التراثية”.
وتبع ذلك عشاء قروي في واحة عصام فارس للتنمية والتراث، وزعت خلاله مطبوعات من مكتبة ومسرح الوادي المقدس.
وطنية