في الطبقة الثانية قرب صالة القراءة في مبنى المكتبة الشرقية، كان أمس “يوم إميلي نصرالله” التي حضرت بوجهها الجميل والملائكي لتشارك في احتفال إزاحة الستارة عن محفوظات قدمتها هبة إلى المكتبة الشرقية التراثية، وهي تنبض بأدبها السخي النابض بحب الأرض وجذورها.
انضم إلى التكريم أصحاب الدعوة رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش اليسوعي وعميد كلية اللغات في الجامعة الدكتور هنري عويس وأهل المكتبة ومديرتها ميشلين بيطار وفريق العمل وعدد من محبي الروائية والكاتبة والإنسانة والصحافية والمرأة، الى عدد من أصدقائها وأهلها.
بعد إزاحة الستارة عن المحفوظات، شددت الكاتبة إميلي نصرالله على العلاقة الوطيدة التي تربطها بالجامعة، والتي لها دين عليها، على تراكم عبر السنين، من خلال اختيار أساتذتها، للعديد من قصصي ورواياتي لكي يتدارسها طلاب الجامعة، كما اعتمدها بعضهم مادة لإعداد أطروحاتهم، إن على مستوى الماجستير أو الدكتوراه.
وتوقفت نصرالله أمام كل كتاب في المحفوظات، موضحة للأب دكاش والحضور ترتيب الكتب في الركن الخاص فيها “طيور أيلول”، “شجرة الدفلى”، “رهينة الينبوع”، وتطول اللائحة طبعاً…
كيف أبصر هذا المشروع النور وما هو مستقبله؟ ذكر الأب دكاش في كلمته التي سبقت إزاحة الستارة في مسرح ليلى تركي التابع للمكتبة أن “هدفنا أن ننسخ إلكترونياً هذه المحفوظات ونضعها على موقع المكتبة الإلكتروني ليستفيد منها القاصي والداني وكل من يريد استفادة علمية للوصول إلى استخراج الفائدة القصوى منها”. وشكر الشاعرة ندى عيد الطيّارة الصديقة المشتركة التي كانت صلة الوصل الخفية قائلاً: “لا بد أن أقول فيها كلمة حق إنه لولا سهر السيدة ندى على هذا المشروع ومتابعته بانتباه لما كان أبصر النور”… كما شكر أيضاً “السيدة ميشلين بيطار مديرة المكتبة الشرقية التي ساهمت وبالكثير من الإيجابية في هذا المشروع ليبصر النور”.
أما الدكتور عويس فألقى كلمة الجامعة وقال: “أظن أن تشوشاً اعتراني، فهل هي المكتبة التي باستقبالها المحفوظات شاءت أن توجه تحية للست؟ أم أن الست رغبت في أن تبدي عاطفة حيال هذا المبنى الذي تغلبت مكتبته ومخطوطاته وعيون مريديه على نشاز خطوط التماس، وبشاعات البطولات الغبية؟”.
وتوقف عند من “كتبت تكريماً للأرض وللمرأة، كتبت ما يحلو لها، معتبرة أن فعل الكتابة، صناعة الكتابة، لا تستقيم إلا إن صارت من لحم الكاتب ودمه، تفتح الكتاب فتتراءى لك الست تماماً كما هي. والغرب الذي استضاف كتبها انما استضافها هي، الستّ اميلي، فأحسّ بانّ تمشرقاً أو تلبنناً يجذبه…”.
أما كلمة المكتبة فقد ألقتها السيدة غراسيا أبي طايع التي “اختصرت فيها محطات من تاريخ الأديبة المكرمة (…) والتي تنظر إلى وجهها فترى قلباً مشعاً في عينيها، وديعة تلك الآتية من بلدة الكفير الجنوبية”.
واختصرت نصرالله في كلمتها العبرة من روايتها الأولى “طيور ايلول”، مشيرة إلى أن نظرتها تبدلت “وصرت أرى إلى هذه الهجرة بعين الواقع، الذي تأتينا أخباره من كل جهة وصوب، وحيثما وطأه قدم مغترب…”.
روزيت فاضل / النهار