أقام المعهد الوطني للادارة في مقره في بعبدا، ندوة عن “كواليس صناعة الخبر”، أدارتها مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، وشارك فيها عن الصحافة المرئية (أم تي في) وليد عبود، عن الصحافة المكتوبة (جريدة النهار) غسان حجار، عن الصحافة الالكترونية (موقع ليبانون فايلز) ربيع الهبر وعن الصحافة المناطقية (جريدة التمدن) فواز السنكري، في حضور اساتذة وطلاب المعهد وموظفيه.
لبكي
بدأت الندوة بكلمة رئيس مجلس ادارة المعهد البروفسور جورج لبكي الذي أشار الى “أننا نعيش اليوم في عالم الاتصالات التي شكلت زلزالا لا تزال أصداؤه تتردد في مختلف أصقاع الارض، وستظل كذلك لوقت طويل، لاننا ما زلنا في بداية عصر تحتل فيه الصورة والخبر أهمية متزايدة ومتصاعدة”.
وأكد أن “أبرز العوامل المؤثرة على صناعة الخبر هي غزارة الاخبار التي تجعل من المستحيل عرضها كلها في الوقت نفسه وأعطاءها الحيز نفسه من الاهتمام وادراك صناع القرار لاهمية التحكم بالخبر وبالاعلام بشكل عام، لما في ذلك من تأثير على الرأي العام واستيلاء أصحاب الرساميل الكبرى على معظم وسائل الاعلام في العالم، ووضعها بتصرف أهدافها الاقتصادية والسياسية، بالاضافة الى الدور المتنامي للانترنت”.
المنجد
ثم كانت كلمة المدير العام للمعهد جمال الزعيم المنجد الذي تحدث عن “ازدياد الدور المحوري الذي يلعبه الاعلام في العالم كله عموما وفي عالمنا العربي على وجه الخصوص، ولا سيما مع التطور التكنولوجي المتسارع في العقدين الاخيرين لم تعد صناعة الخبر بمنأى عن التضليل الاعلامي الممنهج من خلال التلاعب بالمعلومات قبل عرضها على المتلقي للوصول الى ابراز صورة مغايرة للواقع، بغية تحقيق أغراض مصلحية ونفعية بعيدة عن الموضوعية بعد السماء عن الارض”.
وقال: “في زمن الفساد والافساد وفي زمن البيروقراطية والديماغوجية، وفي زمن التذميم والتعتيم الذي يطال كل جسم رسمي وكل اداء في القطاع العام، ثمة ادارات ومؤسسات عامة تعمل بجد واحتراف، وما المعهد الوطني للادارة الذي يصنع من حاضر الجيل الاداري الصاعد قادة محترفين ومحترمين لغد الادارة العامة الا مثال ساطع من هذه النماذج الراقية والفاعلة، فلماذا لا يسلط ضوء النهار عليها بموضوعية ورغم كل شيء؟”
وأعلن أن “المعهد الوطني للادارة هو أول مؤسسة عامة حازت شهادة الجودة “الايزو 9001″ لهذا العام”.
مديرة الوكالة
ثم تحدثت مديرة الوكالة الوطنية عن أنواع الخبر وفاعليته، معتبرة أن “كل مواطن أصبح صحافيا”، ومشددة على “ضرورة أن نكون متنبهين لكل خبر ننشره ونصنعه”.
وأشارت الى أن “هناك تشابها بين الخبر التلفزيوني والاذاعي، فالأول يعتمد على قواعد الخبر الاذاعي مع الاخذ في الحسبان الصور في الخبر المرئي”.
ثم قدمت الاعلاميين المشاركين في الندوة.
عبود
وأوضح عبود من جهته أن “العمل التلفزيوني يختلف عن الخبر الاذاعي والجريدة، فمصادر الخبر من المندوبين المركزيين الذين يتابعون الخبر ويطرحونه في اجتماع التحرير، وتتحول الى مادة تلفزيونية، وكذلك الامر بالنسبة الى مراسلي المناطق، بالاضافة الى الوكالة الوطنية للاعلام والوكالات الدولية. أما المصدر الرابع، وقد أصبح أساسيا، فهو مصادر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، وبالتالي أصبح هناك مشكلة كبيرة لرصد الاخبار. في السابق كان هناك فريق رصد صغير في الوسيلة الاعلامية، وكان العمل بطيئا جدا، ولكن اليوم هناك مصادر هائلة للاخبار ولاسيما من المواقع الالكترونية ومن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث هناك منجم لا ينضب للرصد، حتى بتنا لا نستطيع تجاوز أي خبر”.
وأكد عبود أن “ليس هناك موضوعية 100% في العمل الاعلامي، ولا يستطيع أحد الادعاء انه موضوعي بالمطلق الا الله الذي يحاكم الانسان، وهو القاضي الاول والموضوعي الوحيد في الحياة. فالموضوعية عمل نسبي ونحاول الوصول اليها وبلوغ أعلى نسبة منها”.
وتناول كواليس صناعة الخبر وكيفية ابراز خبر على آخر ومكان وضعه في النشرة الاخبارية بحسب أهميته لتوجهات القناة التلفزيونية. اما الاهتمام الاكبر بالخبر فيبرز عبر البث المباشر، أي الاهتمام بلعبة كواليس الخبر. أي كيف نتعاطى مع الخبر، وأين ندرجه في النشرة، وكيف نتعامل مع مضمونه”.
حجار
ثم كانت مداخلة حجار الذي تحدث عن أهمية الخبر في الصحيفة وما يميزه عنه في الوسائل الاعلامية الاخرى.
ورأى أن “المعلومات ليست حقيقة دائما، فالحقيقة دائما نسبية بحسب وجهة النظر، كيف نراها نحن وكيف يراها المتلقي، والاهتمام بالخبر يخضع لانتماءاتنا ومصالح مؤسساتنا وعلاقاتنا الشخصية التي نحسب لها حسابا”.
وقال: “أحيانا الخبر لا يكون دقيقا ليس لاننا نريد أن نتلاعب به، ولكن لا تكون لدينا معلومات كافية عنه، ونحن احيانا نقع في فخ الخبر غير الدقيق، ولكن هناك مسؤولية مسلكية واخلاقية ووسائل التواصل الاجتماعي تنقل الخبر كما تراه وكما تريد. وفي لبنان لم يقر بعد قانون الحق في الوصول الى المعلومات، وعندما لا نستطيع أن نصل الى المعلومة لا نصل الى الحقيقة الكاملة. لسنا دائما على خطأ، ولكن أحيانا نقع في الخطأ. ويجب ان تكون قضية محاربة الفساد قضية مشتركة في كل مؤسسات الدولة”.
وأشار الى أن “حصة الاخبار في الجريدة أصبحت بمعدل 20 الى 25 في المئة، والباقي تحقيقات ومقابلات خاصة ذات جهد شخصي، وهذا ما يبقي الجريدة لكي تقرأ”.
الهبر
ثم تناول الهبر كيفية انشائه موقعه الالكتروني وكيف أصبح مع الوقت من أقوى المواقع. وتطرق الى علاقة الاعلام بالاجهزة الامنية وماهية هذه العلاقة، معتبرا أن “صناعة الخبر هي القدرة على وجود مراسل، والخبر الالكتروني لا يختلف عن الجريدة او التلفزيون، ولكن الفرق هو سرعة ايصاله، والتأكد من صحته والقدرة على ذلك”، معتبرا أن “أقوى مصدر للاخبار هو المواقع التواصل الاجتماعي، وأن 80 في المئة من الاحداث في سوريا تم نقلها عبر الهواتف الذكية وشبكات الانترنت. وفي إعلام العولمة لم يعد هناك جريدة ولا تلفزيون ولا موقع الكتروني من دون مواقع التواصل الاجتماعي من فايسبوك وتويتر وغيرها، فالخبر اليوم هو الهاتف الذكي”.
وأشار الى أن “الرأي العام يبنى من خلال القناعة التي يمكن لمؤثرات عدة الايحاء بها لمطلقيها ومتلقيها، وبحسب قدرة وسائل الاعلامية على الاقناع يكون التأثير على الرأي العام”.
السنكري
وأخيرا تحدث السنكري عن “الاعلام المناطقي، معتبرا انه لم يعد للصحف المناطقية وجود الا في طرابلس، وقال:”الصحيفة المناطقية ليست صحفية خبر بل ما وراء الخبر”.
وتطرق الى سبب صمود الصحافة الطرابلسية، مستعرضا لمحة تاريخية عن نشأتها واشكالية صناعة الصفحة الاولى فيها.
تلا ذلك حوار مفتوح مع الحاضرين.
وطنية