بعد طول انتظار، خرج الموقع الإلكتروني الخاص بمجلة «الآداب» أوّل من أمس إلى الضوء. بعدما أصدرت عددها الورقي الأخير في بداية عام 2013، ها هي المجلة الثقافية العربية العريقة تعود إلى الجمهور عبر الشبكة العنكبوتية، واضعةً أرشيفها الغني الذي يعود إلى ستة عقود مضت وأعدادها الجديدة في متناول الجميع. بعد رحلة انطلقت منذ عام 2012، وصل إلينا الويب سايت تحت شعار «أكثر حداثة… أشدّ إلتزاماً»، فيما يتميّز مضمونه بأنّه «مجاني مئة في المئة»، وفق ما يؤكد رئيس تحرير مجلة «الآداب» سماح إدريس في إتصال مع «الأخبار».
ويضيف: «إذا الثقافة ببلاش مش عم تنقرا، كيف لو صارت بمصاري؟ «دار الآداب» مستمرة في تمويل المجلة».
رغم الصعوبات التي تواجهها الصحافة العربية عموماً، لا سيّما الإلكترونية، يعلّق إدريس آمالاً كبيرة على الخطوة الجديدة، مشدداً على أنّ الإقدام عليها لم يكن على خلفية المشاكل المادية فحسب بل لأنّه «لم يكن باستطاعتنا الوصول إلى كلّ الجمهور الذي نرمي إلى مخاطبته».
إحياء الأرشيف الورقي مهمّة تمّت بالتعاون مع «الجامعة الأميركية في بيروت»، خصوصاً أنّ «جزءاً أساسياً من عدم تطوّرنا هو عدم قراءتنا للماضي والإفادة منه في المستقبل». هنا، يلفت إدريس إلى أنّه من الضروري أن يكون هناك «توجيه سليم للطلاب نحو كيفية إستخدام هذا الأرشيف الكبير في أبحاثهم الأكاديمية».
يوضح إدريس أنّ «المنبر الثقافي المستقل الأوحد في العالم العربي بات على الإنترنت، وما زال يحمل أفكاره القومية والمقاومة، لكنّه بات أكثر تفاعلاً مع متطلبات العصر»، مشدداً على حرص المجلة على «إبراز الكتّاب الجدد الذي لم يتكرّسوا بعد».
في المستقبل، سنكون على موعد مع ملفات خاصة كلّ شهر أو شهرين كما جرت العادة، غير أنّه يمكن أن نقع أيضاً على مواد حدثية مواكبة للتطوّرات الراهنة.
على صعيد التصميم والبرمجة، حرصت شركة Postray Multimedia على المزج بين مجلة «الآداب» العريقة وبين طلّتها الحديثة الحالية. يلفت مدير الشركة أحمد قمح لـ «الأخبار» إلى أنّ العمل التقني الذي استغرق عاماً كاملاً، تعمّد إضفاء أجواء من البساطة في شكل الحرف المستخدم، وفي التبويب، وتنظيم المواد، وطريقة التصفح التي تشبه الفايسبوك في التنقل بين الأبواب بسهولة من دون الحاجة إلى الإنتقال إلى صفحة جديدة. ورافقت ذلك خدمات التصفح السهلة على الأجهزة الذكية المختلفة. ومع دخول المجلة الثقافية عالم التكنولوجيا الحديثة، تكون قد جمعت شرائح عمرية مختلفة، مستقطبةً الشباب الذي يكتشفون اليوم عراقة المجلة ويتزوّدون بموادها.