البيت والبيئة عائلتنا الكونية الواحدة
ان الاحداث البيئية الراهنة التي تشهدها الساحة اللبنانية الصغيرة ، كما الساحتان الاقليمية والعالمية ، تملي على “المعرض المسيحي” أن يتأثر بها في تقديم نسخته الرابعة عشرة ، تحت العنوان الذي اخترناه لمقدمة هذا الدليل .
هناك بالفعل اكثر من حدث او عنوان كنسي ومدني حملنا الى التأمل والتفكير ، ومن ثم تقديم الجواب على التحديات العديدة المطروحة .
في طليعة هذه العناوين والاحداث : موضوع السينودس البابوي الذي اختتم مؤخرا في الفاتيكان حول مؤسسة العائلة والتحديات التي تواجهها في عالمنا المعاصر المطبوع بالنظريات العلمانية المادية التي أطلت على العالم بأشكال مستحدثة عن مؤسسة الزواج والعائلة لم تقرها البشرية طيلة تاريخها الحضاري المديد ، وذلك في ظل هيمنة جشعة لرأس المال والتكنولوجيا اللذين لا يقيمان في بعض الثقافات اي وزن للقيم الاخلاقية الانسانية . ثم كان موضوع ” البيئة ” الذي شكّل محور الرسالة الحبرية العامة لقداسة البابا فرنسيس بعنوان ” كن مسبّحا ” المستوحى من روحانية القديس فرنسيس صديق البيئة . لعله بدا الزمن مؤاتيا لألقاء الضوء على نشيد البيئة في الزمن الراهن . وكم نحن في لبنان نختبر اليوم اكثر من اي يوم آخر حقيقة هذا النشيد وروعته وآنيته . اوليس ان عالمنا المعاصر غارق في المادية ، عاجز عن رؤية البعد الروحي لشمولية الخليقة . لذلك يغرف من خيرات الارض بدون حساب ، بأنانية ووحشية ، غير ان سلامة الكوكب الازرق تتعدى المادة والمال والتكنولوجيا . ها ان الانسان يشوه وجه الارض بثقافته التبذيرية واسغلاله المفرط لعناصر الطبيعة ، غير مدرك ان للطبيعة قوانينها التي تنتقم لنفسها عندما تتجاوز انتهاكات البشر الحدود التي رسمها الخالق.
عناوين اخرى ظهرت على الساحة الشرق اوسطية بصورة غير مسبوقة اعادت الى الاذهان مشاهد الابادة التي تمرست بها النازية والطورانية ( التركية ) محتجة هذه المرة ، ويا للغرابة ، بالشريعة الدينية لتشوه صورة الله الكلي الرحمة والمحبة ، كما تشوه صورة الانسان ، لتجعل منه لا الانسان اخا الانسان، بل الانسان الذئب على الانسان والمدمر للحياة والحضارة .
من وحي هذه العناوين والمشاهد كان تطلع القيمين على المعرض المسيحي وشركائه في تقديم جوابه على التحديات المطروحة ، من خلال البرامج التي اعدها . برامج تمحورت حول ” البيئة والبيت ” ، العائلة الكبرى ، الكونية منها ، والعائلة الصغرى النواتية منها ، في الطبيعة ، والوطن ، والكنيسة ، والمدرسة ، الى اصغر حلقة اجتماعية وروحية . آخذين بالاعتبار ان المشكلة لا تتوقف عند حدودها المادية ، المالية والتكنولوجية ، بل ان الخطأ ينبع من الخطيئة بمعناها الاخلاقي والروحي . علينا ان نعيد صياغة الوصايا العشر ، يقول قداسة البابا. الفساد المالي والسياسي ليس وحده الفساد ولا يتوقف عنده . هناك نمط حياة عام يجب ان يتغير . هذا ما يجب ان يُعرف ويُعلن في المؤتمر الدولي الذي يقام اليوم ، تزامنا مع افتتاح معرضنا هذا ، في باريس حول معضلة تلوث البيئة ، بيتنا هذا المشترك لا بين العائلة البشرية وحدها بل العائلة الكونية المكونة من الانسان والحيوان والنبات وكل عناصر الطبيعة الحية والجامدة . الانسان هو القيم المسؤول عن جميع اخوته . هل يستطيع ان يتنكر لدوره في ادارة الارض وكيلا وقّيما ؟ ،
من هنا تضمنت برامج المعرض مجموعة من الندوات واللقاءات والاحتفالات الموسيقية والثقافية وتواقيع كتب جديدة حول :
١- البيئة ، منها : توقيع كتاب : “الحياة الاخوية بحسب الروحانية الفرنسيسية” ، وندوة حول الرسالة البابوية ، “لتكن مسبّحاً، معا نرنم بيتنا المشترك “.
٢- التربية والتعليم وسوق العمل ، ندوات ولقاءات واحتفالات تكريمية للطلاب وطالبي العمل في اطار نشاط مؤسسة لابورا .يشارك فيها اصدقاء الحامعة اللبنانية واصدقاء المدرسة الرسمية .
٣- ندوات وطالات مستديرة حول وسائل الاعلام ، منها : كلية الاعلام وسوق العمل، الاعلام وتحديات اليوم مع قناة سات سفن ، جوائز مع تجمع المواقع الالكترونية المسيحية
٤- الابادة الارمنية والارهاب المعاصر في الذكرى المئوية الاولى للمجازر بحق الشعب الارمني ، في ضوء اعمال الارهاب والتهجير والتدمير للبشر والحجر في كل من العراق وسوريا .
٥ – في الفنون والموسيقى والشأن الوطني والثقافي مساحة مميزة للجيش اللبناني من خلال عرض عسكري وموسيقى ومحاضرة توعية وطنية .
تفاصيل هذه العناوين تجدونها على صفحات هذا الدليل .
مسؤول اللجان المختصة في أوسيب لبنان
الأستاذ جوزف خريش