ترأس البطريرك اغناطيوس افرام الثاني قداساً حبرياً أول في لبنان بعد تنصيبه بطريركاً على أنطاكية ورئيسا أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، في كاتدرائية السريان الارثوذكس في الأشرفية، في حضور النائب باسم الشاب ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، والوزير أرتيور نظريان ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام ونواب وشخصيات ولفيف من المطارنة والكهنة.
وألقى مطران بيروت للسريان الارثوذكس دانيال كورية كلمة رحب فيها بالبطريرك أفرام، وقال: “إن إعلانكم لهذه السنة المئوية الأولى لمجازر الإبادة السريانية (السيفو) هو تذكير لما عاناه آباؤنا وأجدادنا السريان والأرمن والآشوريون والكلدان من مآس على يد السلطة العثمانية الغاشمة في تركيا قبل مئة عام، كما كان تعزية لنفوس المؤمنين الذين ما زالوا متشبثين بأرض آبائهم وأجدادهم ويرزحون تحت نير الألم والموت والاضطهاد في سوريا والعراق والأراضي المقدسة، ولكي تبقى تلك الأحداث القاسية حية في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا، وإكراما وتخليدا وتقديسا لضحاياها أقمنا نصبا تذكاريا أمام باب الكنيسة وستقومون قداستكم بإزاحة الستار عنه بعد انتهائنا من القداس الإلهي”.
وألقى افرام الثاني عظة أكد فيها أن “منطقة الشرق عزيزة على قلوبنا وفيها تجذرنا وترعرعنا، وسنبقى فيها الى نهاية الأزمنة”، متسائلا “كيف نستطيع أن نعيش من دون أن نرى وجه الله في كل شخص منا؟ لماذا لا نعمل على رفعة الآخر وسموه بدل القضاء عليه؟”، وأضاف: “ما من أحد في الدنيا يحق له تدمير البيوت والمنازل وخطف الأبرياء واهانة كرامات الناس، فمن هنا نصلّي لصون حقوق الانسان
وكرامة البشرية”.
وصلّى “من اجل عودة كل المخطوفين واطلاق المأسورين وفي طليعتهم المطرانان بولس يازجي ويوحنا ابرهيم”، مهنئا كنيسة المشرق الآشورية بـ”اطلاق 37 شخصاً من أبنائها المخطوفين في قرى الخابور”.
وأوضح البطريرك أن “مدينة بيروت تحمل في طياتها جذور أنطاكية والسريان، وعلى المسلمين والمسيحيين أن يعملوا بعضهم مع البعض بروح الشركة والأخوة من أجل صون لبنان ووحدته”.
زيارات
وكان أفرام الثاني زار يوم السبت رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ورئيس الحكومة تمام سلام في السرايا، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في مقر المجلس، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة، وعرض معهم الأوضاع في لبنان والمنطقة. وكان تأكيد لأهمية العيش المشترك والدور المسيحي في لبنان والمنطقة.
النهار