تحقيق قاسم صفا
وطنية – تنهمك العائلات اللبنانية عموما والجنوبية خصوصا بموسم قطاف الزيتون، وتتراوح المدة الزمنية التي تبدأ فيها عملية القطاف بين منطقة واخرى حيث يبدأ اهل الساحل قبل اهل الجبل بالقطاف بمدة لا تتجاوز النصف شهر.
هذه الشجرة، ذات العناوين العدة، مباركة، ورد ذكرها في اكثر الكتب السماوية وهي ليست فقط للطعام من الزيت والزيتون بل كان زيتها يستعمل للانارة قديما، وهي لا تزال حتى الان شجرة مباركة في معناها وفي مبناها في ثمرها وورقها وجذوعها تزين الحقول والقصور.
عز الدين
يقول رئيس بلدية باريش – قضاء صور الدكتور سامي عزالدين وهو يشغل معصرة:”ان حكاية الزيتون من اجمل الحكايات التسلسلية التي نتعلم منها نظام الحياة ودقة الادارة، فإن عملية القطاف لا تأتي بالفوضى يجب ان تكون منظمة وهادئة لكي تأتي بكامل الثمار وتجنى افضل انواع الزيت الذي بات مصدر العيش للكثيرين والجميع يستفيد منه فموسم الزيتون دورة اقتصادية كاملة على المستوى الفردي والوطني وهي تحتاج الى رعاية وعناية ودعم رسمي واهلي، لكنها مع الاسف متروكة كغيرها من الزراعات اللبنانية لمصيرها المحتوم الذي يتلاعب فيها المناخ والاسواق التجارية في العرض والطلب والاهم التصدير إذ ان الكثير من الجاليات اللبنانية في الخارج يصل اليها ما تحتاجها من مونة الزيت والزيتون وحتى الى استراليا ابعد قارة و الى الصين الزيت اللبناني يصدر ويهدى لانه من اجود انواع زيت الزيتون الطبيعي”.
أضاف: “إن المختبرات العالمية تشذب الزيت المنتج في بلادها ولكنها لا تصل رغم كل ما يعملونه الى مستوى جودة الزيت اللبناني واني اشكر الوكالة الوطنية للاعلام على هذه اللفتة تجاه هذه الزراعة المباركة وتسليط الضوء عليها ونقل بعض معاناتها كما تبيان اهميتها للاقتصاد اللبناني وللعائلات اللبنانية”.
خليل
وأكد المزارع محمد حسن خليل أن “شجرة الزيتون تفرض نفسها عليك وعلى العائلة، فهي صامدة على الرغم من جرفها واحراقها من قبل العدو الاسرئيلي مرارا. هي صامدة وهي عنوان الصمود في وجه الاهمال الاقتصادي كما هي صامدة في وجه الاعداء، تجبر الانسان الفلاح والعائلة ان تعود الى الارض والى الحقل والى ايام الزوادة والشاي على الحطب والمسامرة في الحقول والالفة بين الناس هي ليست رمزا للسلام فقط بل هي رمزا للمقاومة لمن لايريد السلام”.
عز الدين
المزارع حسين احمد عزالدين قال:”لا تستطيع ان تهمل كروم الزيتون وان كان الموسم قليلا، لانه اذا ما تركت الزيتون على الشجرة تحت عنوان ان لا جدوى اقتصادية تشعر بالذنب والاثم لانها زيتها وزيتونها مبارك .
وأكد أن “الجيش اللبناني مشكورا يشتري في كل عام المحصول من الكثرين من المزارعين ولو فعلت المؤسسات الحكومية مثل الجيش لكان دعم مباشر لهذه الزراعة”.
حرب
بدوره، أكد المزارع احمد حرب أن “بركة موسم القطاف في معصرة الزيتون بحيث يشاهد المزارع المحصول وجنى الزيت فينزاح عن اكتافه تعب الايام في موسم القطاف وللزيت وعصره حكاية طويلة ومسلية في المعصرة من توضيب الزيتون وجودته الى الغسيل والتنظيف والعصر وصب الزيت في الغالونات الى يد المستهلك “.
أضاف حرب: “ان للزيت فوائد جمة وهو يحسن جودة الاكل والطعام وخصوصا ان اللبناني شغوف في اكل التبولة والكبة النيئة التي لا تكون الا مع زيت الزيتون اللبناني الفاخر “.
هي الشجرة المعمرة التي تزين الحقول وتحرس التلال وباتت مجد الدور والقصور يستفاد من ورقها وحطبها وزيتونها وزيتها وجمالها، فلنحافظ عليها.