الإخوة الكرام،
يسعدني أن أمثل معالي وزير الإعلام الاستاذ رمزي جريج في حفل إفتتاح المعرض المسيحي الرابع عشر، وهو إذ يعتذر لعدم تمكّنه من المشاركة، حمّلني تحياته إلى الأب الحبيب طوني خضرا ومعاونيه، متمنياً لهم دوام النجاح في تظهير الصورة المشرقة لمجتمعنا التعددي.
مشهدان متناقضان، في الشكل والمضمون. الأول دموي حاقد، والثاني مضيء ومستنير.
واحد يزرع الرعب والموت. وألأخر يدعو إلى المحبة والتسامح.
هناك تعصّب ورفض للآخر. وهنا انفتاح وتقبّل لهذا الآخر، أياً يكن.
في المقلب الآخر ظلامة يقابلها نور متوهج.
في البعيد تشويه للحقائق والقيم. وفي الأقرب اصالة وتجدّد.
بهذه المشهدية يُفتتح المعرض المسيحي الرابع عشر، حيث للكلمة، التي هي البداية والنهاية، مكانتها في حوار مستمر للإرتقاء إلى مستوى قضايا الإنسان اينما وجد، واياً كان لونه أو عرقه أو انتماؤه الجغرافي أو دينه.
فعلى مدى اربعة عشر عاماً، ومن دون توقف، أثبت الاتحاد العالمي للصحافة – اوسيب لبنان، ومن خلال سلسلة معارضه الناجحة، أن العزائم تأتي على قدر أهل العزم، وأن المصاعب تهون متى بلغت الارادات الصلبة أهدافها.
ففي زمن البغض والحقد والقتل يثبت المعرض المسيحي، وللسنة الرابعة عشرة على التوالي، أن الغلبة في النهاية هي للفكر وليس للغرائز، وأن النور سيمحو في النهاية عتمة الظلمات، مهما طال أمدها، وان إرادة الحياة ستكون هي الأقوى.
هنا الكلمة هي البداية والنهاية، وهي باقية، راسخة، متجذرة، ولن تقوى عليها أبواب الجحيم.
باسم معالي الوزير جريج أتمنى لهذا المعرض أن يراكم ما أستطاع من النجاحات سنة بعد سنة، وأن يكون سلاحه كلمة طيبة تخرج من القلب لتصيب في القلب والوجدان… وما عدا ذلك فسراب وأوهام. هم زائلون والكلمة التي تفعل فعلها باقية ما دام في الأرض مؤمنون بأن المحبة أقوى من الحقد والضغينة.