وطنية – اطلقت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST في بداية السنة الجامعية،السلسلة الجديدة من الندوات الشهرية بعنوان “لبنان أرض اللقاء: حوار الأديان والثقافات” بالتعاون مع معهد أديان.
شارك في الندوة الأولى، المفكر سمير فرنجية والقاضي عباس الحلبي، وأدار الندوة الإعلامي أنطوان سلامة، حول موضوع:العلاقات الإسلامية – المسيحية بين لبنان والعالم العربي: ما مصيرها وسط الصراعات الراهنة؟.
وحضر اللقاء، رئيسة الجامعة هيام صقر وممثلو معهد أديان، كما حضر جمع من المثقفين والأكاديميين والدبلوماسيين والإعلاميين.
افتتح سلامة الندوة، ب”التذكير بأن لبنان هو أرض الرسالة وأنموذج التعايش”، متوقفا “عند الظاهرة التاريخية المهمة وهي أن الخضات والحروب التي أصابت لبنان، لم تمنع اللبنانيين من إعادة بناء وطنهم وأنفسهم في نظام تمسك في جوهره بميثاقيته من ضمن نظام مركزي في حده الواقعي، وفي نظام لامركزي في مرتجى دستور الطائف”، مضيفا: “التنوع الديني لا يعني السبب الأساس في الحروب والنزاعات”.
فرنجية
ثم تحدث فرنجية فقال:”تحتاج مهمة الدفاع عن بعضنا البعض إلى إقامة شبكة أمان تتشكل من كل الذين استخلصوا دروس الحرب من مختلف الطوائف، وأدركوا أهمية الوصل والشراكة مع الآخر المختلف، وهو شرط وجودنا كما نحن شرط وجوده في مشروع العيش معا، في مواجهة أولئك الذين، ومن مختلف الطوائف، لم يغادروا كهوف عصبياتهم الطائفية والمذهبية، وما زالوا يعتبرون الآخر المختلف مصدر تهديد لوجودهم”.
اضاف: “وعلى قاعدة الفرز الجديد ينبغي التواصل مع قوى الاعتدال والديمقراطية في العالم العربي التي تناهض التطرف وتدعو إلى الاعتدال، كما ينبغي كذلك التواصل مع قوى الاعتدال في بلدان حوض المتوسط، ولاسيما البلدان الأوروبية من أجل اشتقاق رؤية جديدة إلى المتوسط بحيث يغدو “متوسط العيش معا”.
الحلبي
ثم كانت كلمة القاضي الحلبي في مقاربة ما آلت إليه احوال العالم العربي “الغارق في لجة الصراعات السياسية التي تلبس لبوس الدين”.
وأضاف: “إن رسم مشهد الصراعات القائمة يوحي أن المنطقة العربية عرضة برمتها لإعادة رسم خريطة الدول فيها، فالخطر لم يعد مقتصرا على الأنظمة المحكوم عليها بالانهيار والتفكك فحسب، بل أن دول المشرق العربي أصبحت عرضة لإعادة رسم الخريطة من جديد بما يشي بفشل الدولة الوطنية الواحدة التي رسمتها الاتفاقات الدولية السابقة، وتتجه إلى التفتيت على أساس مذهبي”.
وتابع: “المشكلة تكمن في الفكر المسيطر على شرائح واسعة من شعوب هذه المنطقة، وفاقمت المشكلة بالفشل في خطط التنمية والتعليم وتوزيع الثروة وإرساء فرص العمل فعم الفقر والجهل والأمية بمعايير عالية”.
وختم: “أن ضمانة العلاقات الإسلامية المسيحية هي ثقافة احترام الآخر والتنوع والمواطنة والشراكة”.