أيها السيدات والسادة،
تحية لكم جميعاً !
العالم خائف ومعه الحق، ومن حولنا في العالم كله مؤتمرات ولقاءات دولية تعقد هنا وهناك، واقتراحات حلول، ويبقى عالمنا مضطرب وخائف. إن سفك الدماء والبربرية والعمليات الحربية التي تقع. كلها ظواهر لحقيقة واحدة تتلخص في عدم قبول الآخر والتنوّع، وسوء استعمال وسائل الإعلام ! .
وبذلك أعتقد بإننا دخلنا مرحلة جديدة من التاريخ اليوم ، وقد يكون الآتي أعظم بكثير. حينها لا أزيز الطائرات الحربية سيفيد، ولا السلاح المتطوّر سيحمي، وبما ان الحروب تبدأ في الضمائر والعقول ، لن يكون الحلّ إلاّ بالمقاومة الفكرية والثقافية والإعلامية، وبتربية الأجيال من خلال الإعلام الصحيح على سلّم من القيم الانسانية الاساسية التي في طليعتها الحرية والعدالة والمعرفة العلمية وقبول الاخر على الرغم من كل الاختلافات.
لذلك نحن “أوسيب- لبنان” المنضوي في إتحاد أورا الذي يضم إلى أوسيب- لبنان ،لابورا،نبض الشباب وأصدقاء الجامعة اللبنانية منظم هذا المعرض السنوي بسنته الرابعة عشرة، نجد أن الجواب الملائم على المعضلات المطروحة امامنا انما هو في إذكاء الوعي الإنساني لها في ضمير اجيالنا ، وفي إعلام صاحب قضية حقة .
نعم الحلّ في الإعلام والتربية الصحيحة في اطار العائلة والمدرسة والجامعة والساحة الاجتماعية والوطنية الواسعة . الحلّ في التربية على حقوق الانسان وعيشها في مختلف ساحات الحياة .
هنا يكمن الدور الأساسي لمسيحيي لبنان والمشرق ، لكي تتحقق شهادتهم الانجيلية الصحيحة ، من خلال ما يقدمونه من نماذج رائدة في الفكر المتنوّع والثقافة ، وخدمة المحبة والشراكة والسلام ، وممارسة الديقراطية الحقّة. وإهدائهم إعلاماً مسيحياً يساهم في تظهير قضاياهم .
من هنا تأتي أهميّة الإعلام الديني، وهنا يكمن دور تيلي لوميار وأهميته لذلك نحن نكرّمه اليوم. ليس فقط لإنه أكمل اليوبيل الفضي بل لإنه يستحق منا التكريم دائماً .
لسنا بحاجة أن نتحدّث عن إنجازاتكم، فإن أنجازاتكم تتحدّث عنكم وهي النور الساطع ، والمطلوب أن نفعله معكم ، وهذا ما حاولناه سابقا بالتعاون معكم ، هو وضع استارتيجية إعلامية مسيحية واضحة وفعالة وشاملة، وأنتم تستطيعون أن تكونوا عمادها.
شكراً لكم على ما أنتم عليه، شكراً لكم على عطاءاتكم، شكراً لكم فرداً فرداً ومسؤولين وممولين .
نعم إنكم تستحقون التكريم وعلى قبال المئة عام.