لمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد جبران تويني، نظمت “مؤسسة جبران تويني” مؤتمراً دولياً بعنوان “الصحافة العالمية ولبنان” في مجمع “البيال، في حضور حشد كبير من الشخصيات السياسية والاعلامية والديبلوماسية تقدمهم النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الدفاع سمير مقبل ممثلا رئيس الحكومة تمّام سلام ووزراء ونواب والسفيران الاميركي ريتشارد جونز والفرنسي ايمانويل بون. وتميز المؤتمر بحضور صحافيين اميركيين وفرنسيين يعملون في كبريات الصحف الاميركية والفرنسية لبوا دعوة المؤسسة الى احياء الذكرى.
وفي بداية المؤتمر ألقت رئيسة المؤسسة ميشيل تويني كلمة تناولت فيها الذكرى وانجازات المؤسسة، ومما قالت: “عشر سنين وكثر يقولون: الشهداء ماتوا ضيعان، وكثر أيضا: ضيعان يللي ماتوا لشو ماتو؟ ومنهم من السياسيين والمسؤولين والوزراء والنواب، وكلما قالوا ذلك، أقول: لا ما ماتوا ضيعان، نحن عايشين ضيعان، ولا ما ماتوا، لشي، نحنا عايشين لَمَشي”.
واضافت: “الذين يسألون “يللي ماتوا لشوا ماتوا” يجب أن نسألهم: وأنتم لماذا تعيشون؟ تعيشون للقبول بدولة لا تمنحكم أياً من حقوقكم، تعيشون وتقبلون ألا يكون لديكم رئيس للجمهورية… الشهداء استشهدوا وجبران منهم، لكن جبران لم يقبل بأن يساوم يوماً من أجل المناصب، ولما عرضت عليه كراسي نيابية ووزارية لمحاولة ضمه الى صفوفهم وإسكاته رفض ولم يقبل بأن يترشح إلا يوم اعتبر أن لبنان أصبح حراً مستقلا. جبران إستشهد، نعم، لكن جبران لم يقبل يوما بأن يدخل في مساومات من أجل النفوذ. جبران إستشهد، نعم لكنه لم يقبل يوما في أن يبقى نائباً أو مسؤولا وأن يعطل البلاد من أجل مصالحه الخاصة. جبران إستشهد، نعم، لكن لم يكن يستشير دولا أخرى قبل التصريح أو الكتابة أو أخذ موقف، كان دوما موقفه لبنانياً ولبنانياً فقط”.
ورحبت بالصحافيين الذين “اختاروا أن يشاركونا الذكرى والذين تكبدوا مسافات السفر الطويلة” وهم: بن ويدمان من الـ”سي ان ان” وجان بيار بيران من “الليبيراسيون”، وأدريان جولمس من “الفيغارو”، وبيار كونسا الخبير الإستراتيجي لشؤون الدفاع، وباتريك فورستيه”. وشكرت المدير العام أوليفييه روايان من “الباري ماتش” لتقدمته معرض “باري ماتش ولبنان”.
وعددت بعض إنجازات المؤسسة ونشاطاتها ومنها “إطلاق إسم مدرسة رسمية بإسم جبران تويني في الأشرفية، ونتعهد تطويرها وتأمين كل ما يلزم لتأمين مناخ ملائم للدراسة، وإيمانا منا بتطوير أكبر عدد ممكن من المدارس وليس فقط مدرسة واحدة، رممنا قاعة رياضية وصفوفا رقمية لأكثر من 4 مدارس، وإن مؤسسة جبران تويني ستقدم هذه السنة خمس منح مدرسية جامعية في الإعلام والصحافة والتواصل والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف ببيروت، وفي جامعة سالسا سوربون بفرنسا، وفي الجامعة الأميركية في دبي”.
بعد ذلك قدمت الزميلة سابين عويس برنامج المؤتمر، فتحدث اولا عبر شاشة كبيرة رئيس تحرير “باري ماتش” اوليفييه روايان عن معرفته بجبران والمعرض الذي قدمته المجلة عن مواكبتها لاحداث لبنان منذ العام 1958 والذي يعكس حجم اهتمام الصحافة الاجنبية بلبنان. ثم تحدث بن ويدمان من كبار مراسلي “السي ان ان” في ظل تغطيته لحروب المنطقة بعد عرض تقرير حصري سجل مع جبران تويني في 2005.
وتلاه الزميل مارسيل غانم وقال في مداخلته: “جبران سقط وآخر كلماته كانت عن المخفيين قسراً في السجون السورية، جبران ذهب ولم نعرف عنهم شيئاً”، وتساءل: “هل المطلوب قتل جبران تويني وقتل “النهار”؟”. وأضاف: “كان جبران ليكتب في افتتاحية “النهار”: راقبوا ماذا فعلت مهزلة التمديد، وكان ليكتب عن كارثة اللاجئين السوريين في لبنان. كان جبران ليصرخ ويقول: لنكن يداً واحدة لتحرير لبنان من الجهل”. وختم: “عشر سنوات اشتقنا لجبران واشتاق له لبنان”.
بعد ذلك تحدث كبير مراسلي الباري ماتش باتريك فورستييه، فأكّد في مداخلته أنّ جبران تويني “قاوم قوى الظلام التي تفتك بالشرق ودافع عن حرية الكلمة”. ومن جهته، حيّا جان بيار بيران من “الليبيراسيون” “صحافة الالتزام بالقضايا التي كان يمثلها جبران، لا سيما لجهة متابعة مآسي الضحايا ومحاولة المساعدة بشتى الطرق”. وتلاه بيار كونيسا الباحث والخبير في الشؤون الدولية والاستراتيجية والمستشار السابق في وزارة الدفاع الفرنسية الذي تناول في مداخلته واقع الصحافة اللبنانية والفرنسية في مواجهة ازمة الشرق الاوسط. ثم تحدث ادريان جولمز من كبار مراسلي “الفيغارو” عن علاقة جبران وتأثيره في ثورة الارز والربيع العربي ووضع المنطقة بعد عشر سنوات من استشهاده.
واخيراً كانت مداخلة لنائب رئيس التحرير في “النهار” نبيل بو منصف الذي أكّد أنّ “النهار” رفعت صورة جبران تحت شعار قسماً بالعشرة وتتمسّك بقسمه، ونحن نقول إنّ جبران لم يمت و”النهار” مستمرة”، وقال: “حقيقة جبران والشهداء طُبعت في وجدان اللبنانيين ولم تعد أيّ ظروف قادرة على نزع ما تركه جبران ورفاقه في قلوب الناس”، مؤكداً أنّ “حرية التعبير في لبنان في ذروتها، وما استُشهد من أجله جبران لم يذهب سدى”. وختم بومنصف: “النهار في السنة العاشرة تقول إنها صمدت وباقية على صمودها، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها”.
وفي ختام الاحتفال وزعت مؤسسة جبران تويني جوائز على طلاب، ففاز سامر صلاح ابو الحسن بجائزة الانستاغرام وهي تذكرة سفر الى تركيا، ورلى جواد بجائزة افضل صورة وهي كاميرا كانن. ووزعت جوائز للرابحين بجائزة صحافي العام لـ2014 و2015 وهم: سمير احمد (الاول) ومحمد شبارو (الثاني) ولينا الهاني (الثاني لسنة 2015) وجويل الشيخ (الثالثة).
النهار