كرمت مؤسسة “ليدر للدعاية والاعلام” عددا من الاعلاميين اللبنانيين والعرب في فندق “بلاتنيوم” بصور، في حضور النائبين علي خريس وعبد المجيد صالح، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، مسؤول حركة “أمل” في جبل عامل علي اسماعيل، مدير الجامعة الاسلامية في صور الدكتور أنور ترحيني، المسؤول الاعلامي المركزي في “أمل” الدكتور طلال حاطوم وممثلين عن القوى السياسية والاعلامية اللبنانية والفلسطينية وفاعليات.
محفوظ
بعد كلمة تقديم للزميلة وداد حجاج، ألقى محفوظ كلمة قال فيها: “أصبح الإعلام في ظل العولمة السلطة الأولى ذلك أنه كسر حدود الدول وأصبحت المعلومة في ظل الإعلام الحديث بمتناول الجميع وخارج الإحتكار وعاصية على الإحتواء والرقابة. فالإعلام هو الذي يسوق السياسة والسياسيين ويسهم إلى حد بعيد في صناعة الرأي العام وتوجيهه كما يسوِق الإعلان البضاعة. ومن هنا يرتبط الإعلام بالوظيفة التي تعطى له. فهو بناء أو هدام على ما يقول الإمام السيد موسى الصدر. ففي توصيفه للحرب الأهلية التي اندلعت في العام 1975 رأى الإمام أن الحرب ليست فعل المدافع فقط بل إنها حرب العقول والنفوس والألسن أيضا. فالألسنة والأقلام خاضت حربا تجاوزت في شراستها الأسلحة الفتاكة فاختلفت وشوهت وحببت وكرهت وضخمت وصغرت وحطمت وتجاوزت حدود أفكار غوبلز”.
أضاف: “إن الأقلام التي يقصدها الإمام موسى الصدر هي الأقلام التي روجت للحرب الأهلية واستجابت للغة الغرائز ولدوافع التحريض الخارجي. بالتأكيد هذا لا يعني أن الإعلام مسؤول عن الحرب إنما يعني فقط أنه لم يحاول جديا صناعة رأي عام ضد الحرب وصانعيها ومروجيها. الوحدة الوطنية كانت الأساس بالنسبة للامام السيد موسى الصدر وهي غير ممكنة من دون تغليب ما هو مشترك بين اللبنانيين. فالفتنة تؤدي إلى التفكك والإنهيار الداخلي والتفتيت. وهنا أيضا دور الإعلام البناء في حفظ الوحدة وفي تغليب فكرة المواطنة وإسقاط الطوائفية البغيضة واعتبار أن خدمة الإنسان هي الطريق إلى الله وأن القاسم المشترك بين المسيحية والإسلام هو الإنسان الذي هو هدف الوجود وبداية المجتمع والغاية منه والمحرك للتاريخ على ما يقول السيد الإمام”.
وتابع: “ما نحتاج إليه في الإعلام حاليا هو سحب سياسات التحدي في العلاقات بين المكونات اللبنانية وبين فريقي 8 آذار و14 آذار وفتح قنوات الحوار على قاعدة تبريد الأجواء. فالإعلام في رأي الإمام موسى الصدر مادة تغذية ثقافية للروح ولتهذيبها. فالإعلام هو من عوامل تكوين الإنسان اللبناني. فالحلول الطائفية هي بلاء للوطن كما أن الحلول النابعة عن التحدي مرفوضة. المطلوب أن يسهم الإعلام في استبعاد مقولة المواطن في طائفة وفي إغناء الصيغة اللبنانية باعتبارها النموذج الأمثل لحوار الأديان والحضارات. ولعل هذه الحقيقة هي التي تدفع بالرئيس نبيه بري ليكون حلقة الوصل بين الجماعات السياسية والباحث عن المخارج للأزمات المستعصية مسترشدا بفكر الإمام وبإدراكه الشخصي العميق أن لا حلول خارج سقف الدولة الجامعة. ولعل هذه الحقيقة هي أن نظرة اللبنانيين إلى الرئيس بري هي أنه رجل الدولة الذي يجمع عليه الجميع في لحظة الأزمات الحادة والمستعصية”.
وأردف: “إن أكثر ما نحتاج حاليا هو فكر الإمام الصدر وتجربته للخروج من الإنقسام السياسي والطوائفي الذي يزرع الهواجس والمخاوف والتفجيرات ويحول لبنان إلى واقع استخباري متعدد ومتشابك. فالخطر الخارجي المتمثل بالعدو الاسرائيلي يتوحد حوله اللبنانيون، أما الفتنة الطائفية فتؤدي الى الانهيار الداخلي. كان الامام يعرف تمام المعرفة ان أي تغيير جدي على المستوى اللبناني يستحيل أن يقتصر على طائفة واحدة او على ثنائية طائفية، فالتغيير عمل وطني ممكن بقاعدة وطنية عريضة اساسها المحرومون في كل الطوائف، وهو كان يسعى الى هؤلاء المحرومين الذين يطمح الى توحيدهم بلغة غير طائفية من خلال ما يجمع بينهم. وكانت المسألة الاجتماعية عنصرا أساسيا في هذا الطموح كما كان بناء الوطن على قاعدة الدولة القادرة والعادلة والمدنية مدخلاً لكسب النخبة والبورجوازية المتنورة والمتضررة من مزارع الاقطاع السياسي التي حالت دون أن تبلغ الشهابية السياسية غايتها في تطوير المؤسسات الجامعة. وبهذا المعنى كان الامام يدرك أخطار الطائفية على مشروعه. ولذا كانت مساهمته الأساسية في اطلاق حملة الحوار المسيحي الاسلامي عبر “منبر الندوة اللبنانية”، وكانت له محاضرات عدة في كنيسة الكبوشية واليسوعية. وكان هدف هذه المحاضرات تعميق اللحمة في البنية الاجتماعية العامة والتركيز على ان الدين في جوهره هو واحد غايته بناء الانسان وازالة الحواجز التي نصبتها عوالم مفتعلة يبرأ منها دين الله الحق. وهكذا كان تركيز الامام الصدر على انه عندما نلتقي في الله تكون الاديان واحدة”.
وقال: “باختصار إن ميزة لبنان الأساسية في المنطقة هي في إعلامه الحر والمسؤول والموضوعي. لكن مع ضعف فكرة الدولة ومع تغييب الحوار في معالجة مشاكلنا ومع ضعف الإمكانات المادية يتراجع إعلامنا من إعلام أول في العالم العربي إلى إعلام في الدرجة الثالثة والرابعة. وهذا خطر يتهدَد دور وموقع لبنان مستقبلا في وظيفته الخدماتية كما يتهدد مستقبل إعلامنا بالموت التدريجي”.
أضاف: “إن تكريم الإعلاميين هنا هو تكريم للاعلام البناء ولدور الجنوب المقاوم في حفظ سيادة البلد وصون وحدته وفي وحدة المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم. فالإعلامي ليس دوره فقط في تغطية الحدث وإنما في تناول أبعاده وخلفياته وتفسيره ووضعه في السياق الذي يخدم القضية، وفي كل الأحوال تكريم الإعلاميين من مؤسسات إعلامية أو من المجتمع المدني هو اعتراف بحق هؤلاء علينا في ضرورة توفير الضمانات والعيش الكريم لهم. ذلك أن الكثير من الإعلاميين يعيشون ظروفا اجتماعية ومالية صعبة كما يفتقرون للضمان الصحي والإجتماعي ولتعويضات الصرف الكيفي والتعسفي. وهنا المسؤولية هي على عاتق الدولة إذ صورتها النهائية هي من صورة إعلامها وإعلامييها”.
وختم شاكراالمكتب الإعلامي المركزي لحركة أمل وشركة “ليدر LEADER” والإعلاميين.
حاطوم
وألقى حاطوم كلمة أشاد فيها ب”التنوع الإنساني الذي تتحلى به مدينة صور التي لامس قضاياها وتاريخها الامام السيد موسى الصدر الذي ترك فيها ما زاد على تنوعها وتعايشها بين مكوناتها”، وقال: “إن مفهوم الاعلام بات ضمن الحياة الافتراضية يسيطر على العالم بغض النظر عن صحة الخبر ومفهومه وكيفيته”.
وطالب “رئيس المجلس الوطني للاعلام بضرورة تشريع الاعلام الالكتروني عبر ضبط مواقع التواصل الاجتماعي وتحصينها لكي لا يعتدى عليها، كما اعتدي على الصحافة بالامس”، وقال: “المطلوب أن نتكاتف من اجل رفعة هذا القطاع ونهضته ليكون ضمن الطموح ونصل الى “سي.ان.ان” عربية، كما كان يريد الرئيس نبيه بري، فالقضايا العربية المشتركة المحقة كثيرة رغم ما تشهده الساحة اليوم من إعلام مضلل يبث الدعايات والاشاعات، وعلينا أن نطلق عملا إعلاميا من اجل كل قضايانا مبنية على التواصل والحوار، وليس على الخلاف والاختلاف”.
واعتبر “تكريم الاعلام في صور تكريما للمقاومة والقضايا العربية المحقة”.
عبد الساتر
ومن جهته، ألقى الاعلامي الزميل فيصل عبد الساتر كلمة قال فيها: “إن الاعلام هو رسالة إلى الرأي العام فيها مسؤولية وقناعة، وأولها الدفاع عن الحق وأن يعكس الاعلامي الخبر الصحيح في وسائل الاعلام والموقف الصحيح في مجالسه الخاصة، وليس فقط عبر العام”.
أضاف: “يريد الرأي العام أن يطرح الإعلامي مواد للنقاش. وبذلك، سيبقى اعلام حر واعلاميون احرار”.
دروع تكريمية
وتسلم الإعلاميون المكرمون الدروع التقديرية، ومن بينهم رئيس الدائرة الاذاعية في “الوكالة الوطنية للاعلام” محمد غريب، الزميلة في اذاعة لبنان وداد حجاج، مسؤول مكتب “الوكالة الوطنية للاعلام” في صور قاسم صفا، ومندوبا “الوكالة الوطنية” في صور جمال خليل وحسين معنى.
وطنية
و