بهدف تعزيز التعاون الإعلامي بين الوكالتين الوطنية والإيرانية، وصل الى بيروت صباح اليوم مدير وكالة الأنباء الإيرانية “ايرنا” الدكتور محمد خدادي آتيا من طهران في زيارة للبنان تستمر يومين، يلتقي في خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين ويبحث مع مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان سبل تعزيز التعاون الاعلامي بين الوكالتين وتطويرها.
وكان في استقباله في المطار سفير إيران محمد فتحعلي، مديرة الوكالة الوطنية، مدير مكتب وكالة الأنباء الإيرانية في بيروت فردان بازوكي وعدد من أركان السفارة.
وقال خدادي في المطار “العلاقات ما بين بلدينا تشمل جميع المراحل والأبعاد وكل ما يحتاج إلى التعاون بينهما، وهناك إطار واسع جدا لهذا التعاون، ولكن هناك فارقا بين ما نحن عليه وما يجب أن نكون عليه. ظروف كثيرة بين البلدين ما زالت بحاجة لتفعيل وتطوير، والإعلام مقصر بحق ذلك، لأنه عنصر أساسي للمعلومات ولديه الدور الأول في معرفة الجانبين من حيث القدرات والطاقات، ووسائل الإعلام يمكن أن تظهر هذه الرؤية للمسؤولين وحتى للسياح ولجميع أطياف المجتمع، ويزودهم بكل ما يطلبون من مزايا ومقومات كل بلد حتى تعزيز التواصل وتكون هذه العلاقات بأفضل وجه ممكن”.
عن تفعيل العلاقات خصوصا الإعلامية بين وكالتي الأنباء الإيرانية والوطنية للاعلام في لبنان، قال “زرت لبنان قبل 25 عاما، ولم تكن سبل الإتصال مؤمنة كما هي اليوم، وكانت تتم عبر التلكس، وفي ذلك الوقت بحثنا في تبادل الأخبار بشكل مباشر بيننا ولكننا لم نتمكن من ذلك، أما اليوم، فقد تطورت التقنيات وتوسعت بشكل كبير ومذهل، وهناك إرادة لدى قيادة الوكالتين في هذا المجال، وهناك موضوعان سنتشاور حولهما في هذه الزيارة، الأول يتمحور حول نوعية المعلومات والتي تناسب المجتمع اللبناني التي يمكننا تقديمها للوكالة الوطنية والعكس صحيح بالنسبة الينا في الوكالة الإيرانية”.
أضاف “هناك إطار واسع وكبير بالنسبة لتبادل المعلومات ولكن يجب معرفة كيفية تقويم كل صنف ومجموعة من المعلومات التي يمكن أن نقدمها، والموضوع الثاني يتعلق بإنتاج الأخبار بشكل حرفي وتقني في الوقت نفسه، خصوصا بوجود علم الإعلام ولكن ليس لدينا تخصص في هذا المجال، لذا يمكن إيجاد تبادل وتعاون خصوصا في مجال التدريب، وكلما ازداد التقارب والتواصل بين الوكالتين فمن شأن ذلك أن يزيد من التقارب بين الشعبين الإيراني واللبناني”.
وعن دور الاعلام في إطفاء نار الحروب خصوصا الكلامية منها؟ قال “ان دور وسائل الإعلام هو الغالب والأقدر على المستوى العالمية، ومع الأسف هناك استغلال لهذه الوسائل وللعمل الإعلامي، وإفراط في استغلالها، مع العلم ان العمل الإعلامي هو أقدم من العمليات العسكرية، فالتكفيريون لا يقطعون الرؤوس من أجل الرأس، إنما يفعلون ذلك من أجل إيجاد الأخبار، لذا علينا أن نركز العمل في هذا الموضوع الأساسي بالنسبة لنا. إن الإهتمام الأولي لوسائل الإعلام هو معاناة المشردين والمهجرين والنازحين، كذلك فإن التقارب والتعاضد بين الشعوب هو الموضوع الأساسي للاعلام والبند الأول في دستوره وقوانينه. وكما تعرفون الإعلام يقود المجتمع من حيث السلطة والتأثير الأول في الرأي العام العالمي، وبالطبع لديه تأثير على الحكومات، وعلى من يقود هذه البلدان لديه تأثير كبير جدا، وإذا قرر أن يقوم بدوره ورسالته فبإمكانه القيام بذلك، ولكن مع الأسف ان الذين شجعوا ودعموا الإرهاب هم ذاتهم أعطوا الدعم الموقع نفسه لتغطيته عبر الإعلام، فالذي دفع المال وأعطاهم المعسكرات ودربهم على هذا الأسلوب الإرهابي هم الذين وضعوا أيضا لهم أرضية إعلامية ليتمكنوا من القيام بما لديهم من سياسة في حرف الرأي العام”.
وكانت كلمة لمديرة الوكالة الوطنية رحبت في مستهلها بنظيرها الايراني، مؤكدة أن زيارته “تأتي استكمالا لزيارة قمنا بها سابقا الى إيران لتعزيز التعاون الإعلامي بين الوكالتين الوطنية والإيرانية، وستتم لقاءات عدة خلال هذه الزيارة مع عدد من رؤساء الصحف والتلفزيونات، كما سيكون هناك لقاء مع وزير الإعلام رمزي جريج إضافة الى عدد من اللقاءات الإعلامية والسياسية والثقافية”.
وعن التعاون المستقبلي بين الوكالتين؟ قالت “ان التعاون بدأ في العام 2010 حين وقعنا اتفاقية تعاون بين الوكالتين، إنما بدأ التنفيذ الفعلي لهذه الإتفاقية عام 2015 والآن نستكمل هذا التعاون وحاليا يتم تبادل الأخبار والصور بين الوكالتين”.
من جهته رحب السفير فتحعلي بهذه الزيارة معتبرا أن “نتائجها منشودة من قبل البلدين اللذين لديهما مزايا تفاضلية علينا تعزيزها”.
المركزية