أقامت مطرانية اللاتين في الأردن مساء أمس الأحد الماضي صلاة خاصة من أجل أرواح ضحايا الإرهاب في بلجيكا، وذلك بقداس إلهي ترأسه المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين، مساء يوم الأحد، في كنيسة العذراء الناصرية في الصويفية، بمشاركة المونسنيور روبيرتو كونا، المستشار في السفارة البابوية، وحضور السفير البلجيكي وعدد من الشخصيات الدبلوماسية ومؤمنين محليين وأجانب.
وقال المطران لحّام في كلمته: “نجتمع من جديد للصلاة من أجل ضحايا الهجمات الإرهابية التي ضربت مؤخراً العاصمة بروكسل، من بعد هجمات باريس وبيروت، ناهيك عن سورية، والعراق، واليمن وليبيا”، “إنها بالفعل ضرب من الجنون، سيما وأنها ترتكب باسم الله. إننا نصلي اليوم في بيت الله الآب، الغفور والرحيم، ولديه همٌ واحد: هو كيف على أبنائه البشر أن يحبوا بعضهم البعض، وأن يقبلوا ويحترموا الاختلافات فيما بينهم”.
وتساءل “كيف يكون موقف المسيحي أمام أشلاء البشر التي انتشرت في مترو الأنفاق أو في صالة المطار؟ الغضب، الذهول، الخوف والقلق. بالتأكيد!. ولكن ليس اليأس أو الانتقام أو الكراهية. فإلهنا هو إله المحبة لا الكراهية، الحياة وليس الموت، الرحمة وليس الانتقام”، لافتاً إلى أنه “لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه ضعف، وذلك لأن الإنسان المؤمن بالله يملك قوة من نوع آخر، وهي الصلاة”.
ودعا إلى الصلاة من أجل الضحايا وعائلاتهم وللمصابين، ومن أجل “القتلة والإرهابيين”، كونهم “مخلوقين كذلك على صورة الله، والتي شوهت جراء سلوكهم الإرهابي”. وقال: “صلاتنا لهم يجب أن يتبعها الأمل بأن تشّرع في قلوبهم المليئة بالكراهية والعنف، نافذةً تسمح لنعمة الله بالدخول وأن تحدث تنقية جذرية. فمحبة العدو تعني مساعدته لإخراج الشر الذي يسكنه، والذي هو عبد له، وتمكينه من إستعادة صورة الله الحقيقية”.
وخلص المطران لحّام إلى القول “باسم الكنيسة في الأردن، وباسم جميع المشاركين في هذه الصلاة، أتقدم بأحرّ التعازي لسفير البلجيكي، ومن خلاله إلى كل شعب بلجيكا وجميع أوروبا”. وكانت مطرانية اللاتين قد “ضمت صوتها إلى صوت الأردن والفاتيكان في اجتماعهما مع كل ذوي النيات الحسنة، بإدانة الإرهاب بكافة أشكاله وألوانه”، داعية “أحبة السلام والتضامن إلى رفع الصلاة لأن يحفظ الله تعالى العالم من كل شر، وأن يسكت أصوات الكراهية والحرب والإرهاب”.
Zenit