إحتفلت المكسيك، في ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية، مدى أسبوع، بالثقافة العربية وبالعلاقات المتينة التي تربطها بسائر الدول العربية.
وكرمت، في المناسبة، الطبيب البروفسور فيليب سالم باعتباره “أحد رموز الثقافة العربية، خلال احتفال كبير أقيم في “النادي اللبناني” في العاصمة مكسيكو سيتي، في حضور ممثل رئيس جمهورية المكسيك السفير كارلوس دي ايكازا الذي أعرب عن إعتزازه لكونه ولد في بيروت حيث كان والده يومئذ سفيرا للمكسيك في لبنان، وقال: ان” اختيار
المكسيك البروفسور سالم لتكريمه هذا العام يعود إلى أنه قدم خدمات جليلة اليها، من بينها إرساء برنامج تدريب الأطباء المكسيكيين على أحدث أساليب معالجة الأمراض السرطانية وأفضلها ونجاحه في بناء جسر من الأبحاث العلمية بين الولايات المتحدة الأميركية (حيث عيادة الدكتور سالم) والمكسيك، اضافة الى كونه طبيبا وباحثا كبيرا فهو رجل علم وأدب وفلسفة. كما أن مقالاته وخطبه وكتاباته عموما تعبر عن أعلى قيم الإنسانية وقيم الثقافة العربية”.
سالم
وتحدث البروفسور سالم، ضيف الشرف والمحتفى به، فشكر دولة المكسيك ورئيسها على هذا التكريم وشكرها أيضا “لاحتضانها الآلاف من اللبنانيين الذين هاجروا اليها منذ عشرات السنين”، وقال: “ان اللبنانيين في المكسيك هم رمز للمهاجرين اللبنانيين في العالم، لقد جاؤوا الى هنا ليس ليأخذوا فقط بل ليعطوا ايضا. وانه ليس هناك متسول لبناني واحد في المكسيك. وشكر سفير الكويت “الصديق والأخ والحبيب” الذي كان المهندس الحقيقي لجميع الإتفاقات والبرامج بين “مركز سالم للسرطان” في هيوستن ودولة المكسيك”.
وتوجه الى السفراء العرب: “نحن أبناء ثقافة واحدة، ثقافة عظيمة تؤمن بالكرم والضيافة والصداقة والأخوة والشهامة والنبل والوفاء، وكم يؤلمنا أن نرى كيف تموت قيمنا الحضارية بسبب التطورات السياسية والراديكالية التي تعصف ببلادنا، وكيف تحولت أرض القداسة والأنبياء إلى أرض القتل والدمار والموت”. وقال: “هذا العالم مليء بالحروب والحقد والكراهية. تعالوا نملأه بالمحبة والسلام”.
وتكلم على تجربته في الطب وفي معالجة الأمراض السرطانية، فقال: “انه لشرف عظيم لي أن يعطيني الله فرصة خدمة المرضى بالسرطان وهم أضعف الناس. وكم هو عظيم أن تكون في خدمة الضعيف بدل أن تلهث وراء خدمة القوي”. أضاف: لقد تعلمت من الطب أن الإنسان واحد، وأن الفروقات بين البشر صغيرة جدا بالنسبة الى ما يجمعهم من قواسم مشتركة وعلينا جميعا أن “نعلو فوق الجغرافيا والدين والايديولوجيا، إلى الإنسان، حيث يعانق بعضنا الآخر”.
وتحدث عن ا”لأبحاث الحديثة لرسم خريطة الجينات عند الإنسان بحيث أثبتت أن البشر في جميع بقاع الأرض لا يختلفون عن بعضهم البعض بالنسبة إلى الحمض النووي (DNA)، وهو المكون الأساسي للحياة، بنسبة أكثر من 0,1 في المئة”.
وسأل: “فإذا كنا نتشارك في ال 99 في المئة من مادة الحياة، لماذا إذن نتقاتل؟ ولماذا هذا الحقد والعنف كله؟”.
سفير الكويت
وتحدث سفير الكويت في المكسيك ورئيس السلك الديبلوماسي العربي سميح جوهر حيات عن
“الروابط العميقة التي تربط المكسيك والكويت والدول العربية”، وأكد “الصداقة والأخوة التي تربطه بالدكتور سالم”.
رئيس “النادي اللبناني”
رئيس “النادي اللبناني” محفوظ عزيز شكر المكسيك “لاختيارها هذا النادي لإقامة الاحتفال”، وأكد ان “لبنان كان ولا يزال القلب النابض للثقافة العربية”.
وطنيّة