إحتفلت كلية الآداب في جامعة الروح القدس – الكسليك، بمرور 10 سنوات على تأسيس قسم الصحافة والتواصل فيها وبالذكرى المئوية الأولى لشهداء الصحافة، فعقدت لهذه المناسبة مؤتمرا بعنوان “دور الصحافة في تطوير المجتمعات”، في حضور نائب رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب الأب البروفسور كرم رزق، وأعضاء مجلس الجامعة وأساتذة الكلية وطلابها.
زوين
إستهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم كلمة تقديم للطالبة ماريان زوين من قسم الصحافة والتواصل، قالت فيها:”دقيقة صمت عن أرواح شهدائنا! لا… لن نكرر هذه العبارة اليوم. لن نقف صامتين، ولن نبكي متأسفين. كفانا بكاء على الأطلال وندب الحظوظ وكتف الأيادي! اليوم، تخصص جامعتنا تحية إجلال ووفاء إلى شهداء الصحافة الذين سقطوا على مذابح وطننا لبنان كما مذابح الشرق في الذكرى المئوية لها”.
وأكدت أن “الطريقة الأنسب للتغيير والتنمية في المجتمع لاستكمال المسيرة الراقية التي ناضل من أجلها شهداؤنا تكون عبر التعليم الصحيح أي تحفيز الطالب على التفكير والنقد والتحليل”.
الأب رزق
ثم ألقى نائب رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب كلمة جاء فيها: “نحيي اليوم ذكرى مناسبتين غاليتين على قلوبنا. نتذكر في المناسبة الأولى قوافل الشهداء الميامين وقد حكم عليهم الديوان العرفي في عاليه بالموت جورا. ضحى هؤلاء بحياتهم دفاعا عن الحرية، وأرسوا بدمائهم الذكية المداميك الأولى في صرح الوطن… الحرية كرامة، وشهامة، وشعلة تبعث الحياة، وتواكبها في مسار تقدمها ورقيها”.
وتوجه إلى الطلاب بالقول: “قبلكم، خاض أسلافكم نضالا طويلا ومشرفا في سبيل الحفاظ على الحريات الأساسية بكامل منظومتها: المعتقد والفكر والرأي والعمل والتعليم والتنقل، وغيرها. ونبغ منهم أعلام جبابرة عباقرة في شتى ميادين الحياة العامة. إنكم أنتم تنتمون إلى هذه السلسلة الذهبية. وسيادة الوطن واستقلاله ومصيره هي وديعة بين أيديكم. ومسؤوليتكم أن تتعهدوها، وتصونوها، وتسلموها لخلفائكم تامة، كاملة، لا نقص فيها، ولا عيب. لعلكم تعملون في ظروف أصعب من تلك التي عمل فيها من سبقكم، يضاف إليها الاضطراب الحاصل الآن في الإعلام، وندرة مجالات العمل فيه، ولكنكم جديرون بقبول التحديات”.
أضاف: “وهنا يصدح الاحتفال بالسنين العشر على تأسيس قسم الصحافة والإعلام بكل نغماته ومعانيه. إنه صرح أكاديمي بامتياز، يحمل رسالة سامية، ويعد أجيالا من الصحافيين المستقيمين الثقات، لهم التصاميم الراسخة والآمال الواسعة والأحلام الناصعة”.
وتابع: “ليس هناك أتفه وأمقت من صحافة مأجورة، ولا أقبح من صحافي متزلم متزلف مرتزق. كل صحافيٍ منكم هو ربيب الحرية، وخل الحق. مزودين بهذه المناقبية وبهذه الكفاءات تستطيعون أن تتموا رسالتكم، لأن الصحافة والإعلام رسالة، كما الطب والعلم، وليس مجرد مهنة أو وظيفة”.
وختم رزق: “هكذا يتسنى لكم أن توجهوا الرأي العام، وترشدوه إلى الحقيقة والخير، وتذودون بنجاح عن سيادة الوطن واستقلاله”.
أعمال الطلاب
وجرى توزيع كتيب بعنوان “أقلام… بالحبر الأحمر”، نفذه طلاب قسم الصحافة، يتضمن معلومات عن مسيرة عدد من شهداء الصحافة وكتاباتهم منذ العام 1916 وحتى السنوات القليلة المنصرمة. كما عرض تقرير، أعده طلاب القسم أيضا، عن سليم اللوزي وسمير قصير وجبران التويني سلطوا فيه الضوء على أبرز المحطات في حياتهم المهنية والنضالية وظروف استشهادهم.
طاولة مستديرة
ثم عقدت طاولة مستديرة أدارتها الأستاذة المحاضرة في قسم الصحافة الدكتورة ميرنا أبو زيد، مشيرة إلى أن “احتفال اليوم لا ينبع من واجب إحياء الذكرى فحسب بل من رمزية دور هؤلاء الشهداء والتزامهم السياسي والاجتماعي من أجل الحرية”. وقالت: “يستمد الصحافيون دورهم المهم في المجتمع من نضالهم في سبيل الحرية. هذا هو النموذج المثالي الذي يمنح الصحافة تلك الهالة، وقد التزمت صحافتنا، منذ انطلاقتها في نهاية القرن الماضي، بحركة التحرير. بأقلامهم، خاض صحافيونا المعركة حيث كانت كلماتهم سلاحهم الوحيد بوجه المحتل، وكان سلاحا حاسما”.
خليفة
وكانت كلمة لمدير تحرير مجلة Magazine بول خليفة، الذي اعتبر الصحافة “وسيلة للتغيير ومهنة الحرية، إذ لا يمكن أن تتحقق إلا مع تحقق مختلف الحريات العامة، ولاسيما حرية التعبير والمعتقد”.وقال:”إلا أن الصحافة، اليوم، تواجه تحديات وصعوبات ومخاطر كثيرة، ولعل أبرزها خطر التلاعب، ونشر الشائعات والأخبار المغلوطة. فقد جرى استغلال الصحافة لغايات لا تعبر عن جوهرها الفعلي، أي تقديم معلومات صحيحة إلى الجمهور، بكل حرية، وعكس صورة التنوع والتعددية. فليس هناك وسيلة إعلامية مستقلة، ولكن، يبقى، دائما، صحافيون مستقلون”.
دوغلاس
ثم تحدثت رئيسة صفحة L’Orient des Campus في صحيفة L’Orient-Le Jour رولا دوغلاس عن الدور الاجتماعي لهذه الصفحة، مشيرة إلى أنها “صفحة خاصة بالشباب تأسست منذ سبع سنوات، وتهدف إلى جمع الشباب بالرغم من انتماءاتهم الاجتماعية والدينية والسياسية المختلفة، وتعزز لديهم قيم الديمقراطية والتسامح والعدالة والحرية وتنمي لديهم الفكر النقدي والكرامة والمساواة والمصداقية والدقة”. وقالت: “نركز اهتمامنا على نقل رسالة تسامح من خلال قبول العيش المشترك، وحل النزاعات سلميا، والعمل من أجل حقوق الإنسان والحوار والسلام”.
خليل
وأخيرا كانت كلمة لمنسقة شؤون قسم الصحافة والتواصل في الكلية الدكتورة ريتا خليل استهلتها بالقول:”وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق”.
أضافت: “هذا هو الثمن الذي دفعته الصحافة لأنها أبت إلا أن تكتب بقلم الحرية، فتنادي بها وتزرعها قيمة سامية في نفوس المجتمعات”.
وتوجهت بالشكر “لكل الذين وفروا جميع سبل الدعم والتنسيق والإشراف في الاحتفال”. وأثنت على عمل قسم الصحافة “من تقديم المعرفة والعلم وزرع آداب المهنة وشحن أقلام براعم الصحافة بحبر المهنية والحرية”.
وختم اللقاء بحلقة نقاش وحفل كوكتيل .
وطنيّة