“كانت الكنيسة الغربيّة تكرّم مريم خلال شهر أيّار، بطريقة متواضعة ومحليّة دون انتشار واسع. ففي القرن الرابع عشر كان الراهب الدومينيكي هنري سوزو، في فترة تفتّح الورود، يدعو المؤمنين إلى تحضير أكاليل من الورود للعذراء الطاهرة. وفي الحقبة عينها كان القديس فيليب نيري يدعو الشبيبة إلى إكرام العذراء إكراماً خاصّاً في شهر أيّار، وكان يجمع الأطفال والشبيبة حول مذبح العذراء ليقدّموا لها مع الورود، الفضائل الروحيّة التي كانوا يريدون أن يعيشوها. أمّا في مقاطعة الألزاس، فقد كانت فتيات مكرّسات يدرن من باب إلى آخر لجمع الورود بهدف تزيين مذابح العذراء خلال شهر أيّار. وفي القرن السادس عشر والسابع عشر، بدأ الكبّوشيّون والفرنسيسكان بالاهتمام بهذا الشهر، فكتب راهب كبّوشيّ ثلاثين قصيدة مريميّة لإكرام العذراء في أيّار، كما بدأ الفرنسيسكان يصلّون صلاة فرض العذراء في كنيسة القديّسة كلارا الملكيّة. أمّا الدومينيكان فبدأوا سنة 1701 في مدن إيطالية بتكريم مريم طوال شهر أيّار. ومن إيطاليا انتقل هذا التكريم المريمي في أيّار إلى فرنسا عشيّة الثورة الفرنسيّة، على يد الطوباويّة لويز دو فرانس، ابنة الملك لويس الخامس. وبعد الثورة، إبّان فترة إعادة النظام الملكيّ لفترة وجيزة في فرنسا، عمل الكرسيّ الرسوليّ على تشجيع التقوى والإكرام المريميّ، كسبيل لمواجهة العداء ضدّ المسيحيّة وضدّ الكنيسة، على الرغم من اعتراض العديدين. وبقي هذا العداء للشهر المريميّ، ومن خلاله للسلطة الكنسيّة، حتى بعدما أعطى البابا بيوس السابع موافقته عليه.”
أما النصائح التي قد تساعدكم لعيش شهر العذراء باتضاع وتوبة ومحبة فهي كالتالي:
– اقرأوا بعض النصوص من الكتاب المقدس حول العذراء مريم كمثل نص البشارة، وولادة يسوع، وتقدمة يسوع في الهيكل، ومريم عند أقدام الصليب.
– علقوا صورة لميريم في منزلكم أو في مكتبكم أو حتى ضعوا تمثالاً لها أو رسمة يدوية لتتأملوا بها يومياً عند الصلاة.
– صلوا الوردية، فصلاة الوردية هي من أهم الصلوات في الكنيسة ومن أساساتها. مريم العذراء هي بنفسها علمت القديس دومينيك كيف يصلي الوردية.
– من المهم أن تمنحوا شخصاً ما هدية مريمية، هذه الهدية تكون مباركة من كاهن الرعية وعبارة عن أي شيء يمثل العذراء مريم.
– بشروا بمريم العذراء، هذا الأمر بغاية الأهمية لأن التبشير بمريم العذراء يذكر الآخرين كم تحبهم مريم كما أنه يعلمهم كيف يصلون ويتضرعون لها.
– شاركوا بمسيرة مريمية منظمة تحملون خلالها صورة مريم العذراء وتنشدون تراتيل لها مع صلوات مميزة.
– قوموا بأعمال رحمة تجاه الآخرين، كمساعدة امرأة حامل أو امرأة كبيرة في السن.
– كونوا حريصين على ممارسة أسرار التوبة والافخارستيا حيث يسوع يكون بانتظاركم بيدين مفتوحتين.
Zenit