في ذلِكَ الزَّمان: قالَ التلاميذُ لِيَسوع: «ها إِنَّكَ تَتكَلَّمُ الآنَ كَلامًا صَريحًا، ولا تَضرِبُ مَثَلاً.
الآنَ عَرَفْنا أَنَّكَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء، لا تَحتاجُ إِلى مَن يَسأَلُكَ. فلِذلكَ نُؤمِنُ بِأَنَّكَ خَرَجتَ مِنَ الله».
فأَجابَهم يسوع: «الآنَ تُؤمِنونَ؟
ها هي ذي ساعَةٌ آتية، بل قد أَتت، فيها تَتفرَّقون. فيَذهَبُ كُلُّ واحدٍ في سَبيلِه، وتَترُكوني وَحْدي. ولَستُ وَحْدي، فإِنَّ الآبَ مَعي.
قُلتُ لَكم هذِه الأَشياء، لِيكونَ لَكُم بيَ السَّلام. تُعانونَ الشِدَّةَ في العالَم، ولكِن ثِقوا: إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم».
*
هناك بعض التيارات النفسية – والتي يقول لي أصدقائي الأطباء النفسيين أنهم براء منها! – التي لا تجعل الإنسان يعانق طبيعته بتوقها ومحدوديتها بآن. تيارات تُعرف باسم “self-help” وتمزج بعض الأفكار النفسية، مع أفكار فلسفية شرقية، مع أمور أخرى كثيرة وتعلّم الإنسان أن لديه طاقات لامتناهية وأن في كيانه البشري شعلة إلهية. إن مقاربة من هذا النوع لا تطابق النظرة الكتابية (ولا حتى الفلسفية والنفسية) للإنسان. فنظرة يسوع تظهر لنا في إنجيل اليوم. الكتاب المقدس لا يدعون لوضع ثقتنا المطلقة في مواردنا، بل في الرب. وحده الرب يستحق الإيمان المطلق. وحده الرب صخرتنا وخلاصنا. أما الإنسان فلا خلاص فيه. هل يعني هذا الإحباط؟ هل يعني التراخي؟ بالطبع لا. يعني أن نقوم بفعل اعتراف بأن الله وحده هو الله. وبأنا خلائق لنا ضعفنا ولنا قوتنا. وقوتنا تنبع من ذلك الذي أحبنا والذي وهبنا أن نقوم بأعمال عظيمة إذا ما ثبتنا فيه.
Zenit