صدر لزميلنا يقظان التقي لدى “رياض الريس للكتب والنشر”، كتابه “الإعلام والعولمة والديموقراطيات”، الذي يتوخى فيه دراسة أثر الإعلام في إطار العلاقات الدولية، والنسق السياسي وأدواته ولا سيما في العصر الراهن، مع تقدم وسائل الإعلام وتبادل الفرص والقيود بين السياسة والإعلام.
يطرح الكتاب سؤاله الإشكالي، هل على الإعلام أن يؤكد بنفسه مسؤوليته كفاعل، أم يكتفي بدوره الكلاسيكي كمراقب نزيه وموضوعي، أم كعامل مضلل في الأزمات الدولية، ليوضح المؤلف أن هذا السؤال يُستخدم غالباً بشكل تجريدي، لأن ما يجب أن يُطرح ينبغي أن يتصل بطبيعة النظام الذي يعمل الإعلام في ظلّه. تالياً هل تؤثر وسائل الإعلام في عمل السياسيين أم أن السؤال الأخطر هو مَن يؤثر في مَن؟ وهل صار الإعلام في خضم التحولات المعقدة، ضحية لسياسات كبرى، واداة تسويقية وترويجية في أيدي قوى مركبة ومتداخلة؟
تطرح الدراسة افتراضاً أساسياً مفاده أن نجاح توظيف الإعلام يتأثر في الدرجة الاولى بطبيعة سياقات دولية تتأثر بحجم الدول وبما تملكه من إمكانات اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية، كما يتأثر هذا النجاح بطبيعة النظام السياسي الذي يُستخدم فيه هذا الإعلام في التوظيف الدولي العام. وهذا يقاس بمسألتين، تعزيز الديموقراطية تعزيزاً جوهرياً واحترام حقوق الانسان عالمياً وداخلياً.
الهيمنة على التقنيات تقود العالم، بحسب المؤلف، إلى أشكال جديدة من التبعية، ويبدو أن المعركة قد حُسمت لصالح أميركا، وهي تدور حول السيطرة على قطاعات الثقافة والكومبيوتر والانترنت.
الكتاب في قسمين، يتناول الأول تطور عمل الوسائل الإعلامية وأثر العولمة ونظريات العلاقات الدولية، ويبحث الثاني أثر الإعلام في الوظيفة الديبلوماسية ومسألة تعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان. وهو في أكثر من 380 صفحة.
النهار