سيُزيل برنامج مهرجانات بعلبك الدوليّة للسنة 2016 رائحة “الخبطات” السياسيّة وبعض إخفاقاتها، لما يحمله من “مُغامرات” نغميّة تتنوّع ما بين الموسيقى والغناء والرَقص.
خلال 8 أمسيات، سيتمكّن عُشّاق الفن على أنواعه من أن يختبروا شذى التاريخ، الذي سيأخذ أكثر من شكل وسيغور في “إنفعالات” الأنغام والأجساد والآلات الموسيقيّة. وسيكون معبد باخوس الشاهد على “هذيان” الإبداع الذي يطل في أمسيته الأولى الجمعة 22 تموز المُقبل مع مسرحية غنائيّة راقصة لمسرح كركلا تحمل عنوان “عَ طريق الحرير”. وفي هذا العمل سيُبحر المُشاهد جغرافيّاً وتاريخيّاً ليعيش بأكثر من طريقة أشهر المُغامرات التاريخيّة التي كرّست التفاعل الحضاري والتجاري وكُتِبَ فيها الكثير عبر السنوات. لننتقل بعدها في 30 تموز مع الموسيقى الألكترونيّة مع الفنان الفرنسي جان ميشال جار الذي عَرف لحظة عزّه الأولى عام 1976 في عمل “أوكسيجين”، والذي أعاد من خلاله صوغ ما ترمز إليه الموسيقى الألكترونيّة. ويحلّ هذا الموسيقي الذي عرف أن يحجز لنفسه مكانة في تاريخ الموسيقى الحديثة ضيفاً في بعلبك بعد الإنتهاء من جولته الأوروبيّة ومُشاركته في مهرجان تورنتو. إلى أمسية 4 آب التي يحلّ فيها النجم اللبناني الأصل الشاب “ميكا” ضيفاً في بعلبك اثر إطلاق ألبومه الرابع بعنوان No Place Like Heaven. ويُشارك “ميكا” في لجنة تحكيم برنامج “أكس فاكتور” في إيطاليا وهو مدرّب في برنامج “ذا فويس” في نسخته الفرنسيّة ويتصدّر قائمة الأغاني في فرنسا مع اغنية “بوم بوم بوم”.
وتحل “الفرقة الرباعيّة لبوب جايمس” في 12 آب مع حفل موسيقى الجاز. ويُعرف عن بوب جايمس أنه عازف أسطوري على البيانو وَقَع باكراً في عشق موسيقى الجاز، وتحوّل في سبعينات القرن الماضي إلى واحد من أعمدة موسيقى الـ Jazz Fusion. كما تحلّ المُغنية اللبنانيّة عبير نعمة ضيفة على معبد باخوس في أمسية تحمل عنوان “المُتنبّي… مسافر أبداً” وتأخذ الجمهور معها في رحلة موسيقيّة في حنايا المُتنبّي، كما تغور في حنايا الفن العراقي والأندلسي وأهازيج البادية العربيّة وأنغام من غجر هنغاريا وفولكلور دمشق وحلب واليونان وأرمينيا وتركيا، بالإضافة إلى الترانيم الروحيّة الآراميّة، فالمغرب ولبنان وهكذا دواليك. والأعمال ستكون مُبتكرة من أشعار المُتنبّي أو من وحيها. إلى ليزا سيمون نجلة المغنية الأسطوريّة الراحلة نينا سيمون التي أخذت كل وقتها لتشقّ طريقها الفنّي، ومع ذلك تمكّنت من أن تثبت للذوّاقة أنها قادرة على تطويع صوتها تماماً كوالدتها.
وفي 21 آب ستٌقدّم المغنية بعض أعمال من ذخيرتها الخاصة، وأيضاً أغان تميّزت بها والدتها. وتطل المغنية المصريّة شيرين عبد الوهاب في 26 آب مع حفلة شرقيّة من الطراز الأول تتضمّن قديمها وجديدها. وتختتم حفلات المهرجانات لهذه السنة مع خوسيه فان دام، مغنياً الكبير كارلوس غارديل.
مُخرج عمل كركلا إيفان كركلا أكّد لـ”النهار” أن الإحتفال بـ 60 عاماً على تأسيس المهرجانات شكّل تحدياً كبيراً للفرقة، التي ما زالت حتى الساعة تضع اللمسات الأخيرة للعمل الضخم الذي يضمّ أكثر من 140 شخصاً على المسرح. وعلّق قائلاً، “نتمرّن منذ 8 أشهر ولو أعطيت لنا سنة إضافيّة لكنّا أفدنا منها أيضاً. العمل يضمّ عدداً من المُبدعين من كل أطراف العالم”. أمّا محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر فقال لـ “النهار” مُعتزا،ً بأن نجاح مهرجانات بعلبك في العام المُنصرم وإقامتها في مدينة الشمس وسط إجراءات أمنيّة كبيرة يُعزّز من ثقة كل من له علاقة بالمهرجانات، بأن “الخير لقدّام”. وبدوره نوّه وزير السياحة ميشال فرعون في حديث قصير معه أن الخطّة الأمنية المطروحة تُساهم في إنجاح المهرجانات في لبنان هذا الصيف، بالرغم من المُشكلات السياسيّة التي لم يُحلّ بعضها بعد”.
إلى مدينة الشمس حيث يحلو للعاشقة النبيلة في خوضها دربها السرّي، أن تختبئ بين سطور قصّتها العائدة من التاريخ.
يذكر أن المؤتمر الصحافي الذي عقد لإطلاق المهرجانات في وزارة السياحة، تخلله كلمة لرئيسته نايلة دو فريج، في حضور وزيري الثقافة ريمون عريجي والسياحة ميشال فرعون ونائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.
النهار