إنجيل القدّيس يوحنّا 7-1:14
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي.
في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا.
وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا.
وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب».
قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.
إِنْ تَعْرِفُونِي تَعْرِفُوا أَبِي أَيْضًا، وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ، وقَدْ رَأَيْتُمُوه».
التأمل: “وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ، وقَدْ رَأَيْتُمُوه…”
” أنجبت امرأة فقيرة, عمياء وخرساء, ولدًا كان أعمى هو أيضًا…
وقد أصيبت فى ما بعد بمرض أشرفت معه على الموت, فأُبعد وليدها عنها…
وتطورت الأمور بحيث لم يقيّض لهما أن يلتقيا لقاء آخر طوال عشر سنوات…
وكانوا يكلمون الصبى عن أمه ولكنه لم يكن يفهم هذا الكلام…
وإن هم وصفوها له على قدر ما كان يتيسر لهم, كان هو يجهش بالبكاء لأنه كان يريد أن ” يراها”…
وفى ذات يوم, لطفت الظروف بحياتهما القاسية, فالتقت الأم وولدها…
وإذا بها تضمّه إلى قلبها بشوق وتقبّله بلهفة وتبكى معه حتى قالت الممرضة التى شاهدت هذا اللقاء:” لم يعودا إلا جسدًا واحدًا قد استحال سعادة”…
لم يعد الولد بحاجة إلى من يصف له أمه, رغم أنه كان لايزال يبغى مشاهدتها, والغوص فى نور عينيها, وتبيُّن ماهية هذه العبرات التى بللت وجهه ويديه, وسالت على عنقه دافئة تداعب سعادته المستجدّة…
لقد اكتشف هذا الوليد أمه من خلال المحبّة…
وإن كان الله محبة, فباستطاعة الإنسان أن ينعم بالحياة فى حضرة الله من خلال المحبة…
لذا نرى أن من ذاق السعادة ولو مرة واحدة, يدرك أن الله موجود…
أليتيا
الوسوم :إنجيل اليوم: “وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وقَدْ رَأَيْتُمُوه…”