أطلقت جامعة الحكمة إسم الدكتور حبيب أبو صقر نائب رئيس الجامعة السابق والعميد المؤسس لكلية العلوم الإدارية والمالية فيها المدير العام السابق لوزارة المالية، على إحدى قاعات المحاضرات في صرحها الرئيسي في فرن الشباك، وذلك خلال إحتفال دعا إليه رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون، ورعاه رئيس أساقفة بيروت ولي الحكمة المطران بولس مطر، بحضور النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيسي الجامعة السابقين النائب العام لأبرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج والمونسنيور كميل مبارك ونائب رئيس الجامعة الخوري دومينيك لبكي، وزراء ونواب حاليين وسابقين وشخصيات روحية وسياسية وعسكرية وإجتماعية وممثلين عن المؤسسات والهيئات القضائية والمالية والمصرفية والعسكرية والأمنية، عائلة المحتفى به وأصدقائه وزملائه في عالم الإدارة اللبنانية.
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة تقديم وتعريف لمسؤولة العلاقات العامة والإتصال في الجامعة لارا مغاريقي.
شلفون
ثم تحدث الخوري شلفون فاشاد بعطاءات وإنجازات حبيب أبو صقر، وقال: “عرفته مساهما بأفكاره الغنية إنطلاقا من إيمانه العميق ومحبته لكنيسته فتقدمنا سويا، من خلال لجنة الوقف، في العمل الرعوي النهضوي باستمرار التطوير في بناء في الكنيسة، إعادة تأهيل الكنيسة، الاجراس، شراء الأرض للمواقف والورشة لا تزال قائمة. فكنيسة لورد التي كانت متراسا خلال فترات الحرب الاهلية وشاهدة على آلاف الضحايا والشهداء، أردناها معا متراسا للمؤمنين وشاهدة لالتزامهم الكنسي والاجتماعي والوطني.
أضاف: “عرفت فيه ذلك الرجل الكبير والمتواضع في آن، فالإدارة هي رسالة ورؤية خدمة وليست ملاذا للمنتفعين، وهو الذي صعد في سلم المسؤوليات الوظيفية من القاعدة حتى القمة، وتفانى في خدمة الوطن والمواطنين بسعة علمه وبأخلاقه الرفيعة وآرائه الخصبة وطروحاته الجديدة”.
وختم: “حمل الدكتور حبيب الى الجامعة، بالإضافة الى عمله، خبرات عملية ثمينة يفتقدها عادة العمل الأكاديمي، فاستفدنا من مناقبيته والمثل التي جسدها بشخصه وكرامته عند نهاية خدمته، وهو الذي قرن العلم بالعمل والجدية بالإخلاص وحسن التصرف بالشفافية.أما هذه القاعة التي ستحمل اسمه، تكريما وعربون وفاء، فحسبها ان تشهد لما قام به الدكتور حبيب، خدمة للأجيال، وأن تبقيه معنا رفيقا في المسيرة التي بدأناها معا والتي أعطاها من روحه وارادته وإدارته وبحثه الدائم عن الخير العام”.
مطر
بدوره ألقى المطران مطر راعي الإحتفال كلمة قال فيها: “كلمة الجامعة قالها مشكورا رئيسها الخوري خليل شلفون، وأكتفي بالتعبير عن شكر خالص بإسم المطرانية والأبرشية وباسم الجامعة أيضا، للدكتور حبيب أبو صقر العزيز الذي له أفضالا كبيرة في المطرانية والأبرشية كما في الجامعة. سآخذ كلمة من شخص لست من مدرسته إطلاقا وهو لينين. كان يقول: لا عمل من دون رؤية، لم يخترع هذا الشعار بل أخذه عن المفكر الإلماني هيغل، وهنا أقبل أن أقتبس. حبيب أبو صقر، رجل الرؤية، قبل أن يكون رجل العمل. والدلالة على ذلك، أنهم اليوم في وزارة المالية ومصرف لبنان ما زالوا بحاجة إلى رأيه ورؤياه ورؤيته، هذه شهادة كبيرة لهذا الرجل الكبير الذي دخل الإدارة المالية في الدولة وإدارتها العامة بالذات وخرج منها نظيفا عفيفا”.
أضاف: “هذا أمر يسجل له، كما يسجل لجميع الطيبين من شعبنا ومن أهلنا الذين خدموا ويخدمون الدولة والوطن الخدمات الجلى، نحن نعرف أن هناك مآس كبيرة يحياها الوطن وأن الفساد مستشر، والنظفاء موجودون بحمد لله. أذكر كلمة قالها الرب لإيليا النبي الذي هرب من إضطهاد ملك ذلك الزمان وزوجته، وكان قد تعب من العمل في سبيل الله ومحاربة كهنة البعل وكاد يموت، فذهب إلى الصحراء وقال لربه: خذني إلى آبائي، لم أعد أحتمل. أجابه ربه: لا يا إيليا، ستعود إلى العمل لأني إستبقيت في إسرائيل ذلك الزمان سبعة آلاف رجل لم يجثوا على ركبهم ولم يسجدوا للبعل. أليس عندنا سبعة آلاف رجل وامرأة في لبنان؟ لدينا سبعون ألفا وأكثر، نحن أهل رجاء، لا نيأس من حالنا، بل نقول إن لبنان هذا، فيه من القوة والصلابة، فيه شعب محب للحياة ومحب للابداع ما يجعلنا نثق بمستقبله كل الثقة ونجدد ثقتنا هذه”.
وتابع: “نحن معكم أيها الأحباء في سبيل مستقبل لبنان، والشهادة التي أدلاها الشعب اللبناني بتعلقه بالديمقراطية على الرغم من كل المساوىء للأنظمة وسواها الشعب دل على أنه، متمسك بالحضارة متمسك بالديمقراطية، لذلك لا نخاف.الدكتور حبيب أبو صقر، عمل في هذه الجامعة كجندي مجهول معلوم، طلبنا منه مع المونسنيور جوزف مرهج، حضرة رئيس الجامعة آنذاك، أن يكون عميدا لكلية لم تتأسس بعد، بدأ في هذه القاعة التي ستحمل إسمه، مع كوكبة من الطلاب، وقبل وهو المدير العام لوزارة المال بمكتب متواضع إلى جانب هذه القاعة “وعا قلبو متل العسل”.
واردف: “هذه صفة تواضع، لا يعرفها إلا الكبار. هذه صفة محبة للمطرانية وللحكمة، نحن نشهد لها كل الشهادة، الدكتور حبيب هو أيضا في مطرانية بيروت المارونية مع بعض الرجال من أهل الإختصاص والمال والإدارة في لجنة نستشيرها بكل أمورنا الإقتصادية، عمل في هذه اللجنة لوجه الله، منذ 15 سنة وما يزال، وهو من يعطي النصح والكلمة الحلوة”.
وختم: “دكتور حبيب ليس كثيرا عليك أن نذكر إسمك على هذه القاعة، نحن أهل وفاء وأنت خير من يستحق أن يذكر إسمك في هذه الجامعة، ما بقيت وما بقي طلاب يفيدون إلى كلية العلوم الإدارية والمالية لينهلوا منها العلم الوفير. شكرا لك يا حبيب نحن لك مدينون ولكن الله هو الذي يجازي وقد جازاك بمحبة الناس لك، وهذه الكوكبة الحاضرة اليوم، تعني أنك في قلوبهم وأنك في قلب لبنان.
الهاشم
ثم ألقى الوزير السابق جوزف الهاشم كلمة قال فيها: “عرفته مديرا في وزارة المالية يوم تسلمتها خلفا للرئيس كميل شمعون سنة 1987، والمدير في الوزارة هو رأس الهرم الإداري. الوزير رحالة ويمضي، والمدير هو الثابت، وهو المسؤول الأصيل”.
اضاف: “هذا المدير، لم يكن في الزمن الصعب، زمن الحرب يقوم بوظيفة إدارية مالية وكفى، بل كان الجندي الفدائي الذي اجتاح خطوط التماس وأكياس الرمل مستخفا بالخطر، ليؤمن الحاجيات المالية للدولة وأجهزتها في المنطقتين. وفيما كان يندر يومها أن يكون في لبنان رجل يستقطب الثقة الجامعة من مختلف المناطق والقوى المتواجهة كان الدكتور حبيب أبو صقر.
ولفت الى ان “هذا الرجل الدائب الجنى ، أبى أن يكون مسؤولا مرحليا بما أعطى وأنجز بل كان يؤسس الى مرحلة ما بعد الحرب عبر اقتراحات تحفز النهوض الإقتصادي والمالي متوافقة مع معايير البنك الدولي، فطالب بإنشاء صندوق دولي لإعمار لبنان على غرار مشروع مارشال للدول الأوروبية في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وهو في رحاب الآفاق العربية والعالمية تولى منصب حاكم ونائب حاكم لدى البنك الدولي للانشاء والتعمير، واخير رئيسا للجنة تطوير الأنظمة المالية في الجامعة العربية، مثلما احتل عضوية المجموعة الدولية للخبراء الماليين في منظمة الأونيسكو في باريس”.
وختم: “عندما شغرت مناصب الدولة من أمثال حبيب أبو صقر، أصبحت الدولة مزرعة وأصبح لبنان مغارة للصوص”.
كرم
ثم ألقى ميشال كرم كلمة تلامذة المحتفى به وقدامى كلية العلوم الإدارية والمالية، تحدث فيها عن “حبيب أبو صقر الأب والصديق والموجه والناصح والمرشد الذي يحمل هموم الوطن وأبنائه”.
وقال: “اشعر اليوم وأنا أقف أمامكم لألقي كلمة رفاقي الخريجين بالفخر وبعرفان جميل عميق لمن أناروا لنا درب العلم والمعرفة وأخص من بينهم الدكتور حبيب أبو صقر الذي كان لنا الأب والمرشد والسند بما عنده من علم ومعرفة وخبرة ومحبة للشباب الجامعي وقدرة على التشجيع والمساعدة”.
ولفت الى ان “تفانى الدكتور ابو صقر في عمله وكان مثالا يحتذى به في صدق القول، وشرف التعامل ومجانية الخدمة في كل مواقع المسؤولية التي عهدت إليه، سواء أكان في الجامعة أو في وزارة المالية أو غيرها، فأثمرت جهوده وجهود القيمين على الجامعة نجاحا لطلاب الجامعة الذين احتلوا مراكز مهمة في لبنان والخارج”.
أبو صقر
وقبيل إزاحته الستار مع المطران مطر والخوري شلفون عن لوحة تحمل اسمه، ألقى المحتفى به الدكتور أبو صقر كلمة قال فيها: “هذا التكريم والتقدير يجب ان يذهبا أيضا إلى كل من خطط ورعى وعمل وكد وجهد، الى سيادة المطران بولس مطر ولي الحكمة وبانيها، باني الأبنية الحديثة والإختصاصات الحديثة التي اضيفت الى اختصاص وحيد كان قائما قبلا هو معهد الحقوق، ثم الى المونسنيور جوزف مرهج الذي عمل على تحقيق المشروع الجامعي الجديد بمبادراته وجرأته وتنظيمه ومواكبته، والى خلفائه بعده، ثم الى اعضاء الهيئة التعليمية والجهاز الاداري الذين تفانوا في الاخلاص والعمل للجامعة وخدمة اهدافها”.
أضاف: “لم يكن هذا العمل التأسيسي في الجامعة الوحيد لي، بل قمت وساهمت في أعمال تأسيسية على الاصعدة المحلية والاقليمية والمهنية وفي القطاع العام”.
وختم: “قد لا تقوى كلماتي على حمل هذا الكم الكبير من التقدير لكم ولنبلكم ووفائكم. وان هذه اللوحة المثبتة على مدخل هذه القاعة ستظل شاهدة على مر الزمن على انه اذا كان للاعمال والتضحيات رجالا فإن للنبل والوفاء رجاله ايضا”.
وطنية