“نادين نصّار هي سفيرة الموسيقى البولونية للبنان” بهذه الكلمات، منح سفير بولونيا في لبنان بوزيك فاوتشيك، بإسم وزارة الثقافة والتراث الطبيعي لبولونيا وسام الأستحقاق للثقافة البولونية. المناسبة جرت في أجواء موسيقية، غنائية حميمة، في منزل لوسيان جورج، المنزل التراثي الذي شاءه هذا المثقف، صالوناً أدبياً، كالمنازل العريقة التي كانت في القرن الثامن عشر تستقبل زوّارها حول عبقريين كبيرين، شوبان وليزت.
فإذا كان الأحتفال وساما تقديرياً من بولونيا إلى الفنانة اللبنانية، فإن المحتفى بها وفي بداية الأمسية قدمت تحيّتها لبولونيا بادائها أولاّ مقتطفات أوبرالية لشوبان، بمرافقة عازف البيانو أرمان كيشيك، إستهلّتها بالدراسة الثالثة التي ارتفعت من حنجرة صافية، عاطفيّة، شربت من ينبوع شوبان في الأرض التي تعلّمت فيها الغناء الأوبرالي حتى صارت كما قال السفير البولوني، سفيرة الموسيقى البولونية، وشوبان الساكن في خامة صوتها الرقراقة.
من موسيقاه أدت ” الأمنية” و”الربيع” و”الساقية الحزينة” و”ارتعاشات الحب”. على وتر غنائها تعرّفنا إلى كلمات وجدت مكانها في موسيقى كتبها ستيفان ويتيكي من روح المؤلّف وغنّتها باللغتين البولونية والفرنسية.
ثم انتقل غناؤها إلى أربع مقطوعات مازوركال شوبان، حيث التكنيك العالي دخل في نسيج صوتها السوبراني المسافر باطمئنان على طبقات أثيرية عالية. “ذكريات” للموسيقي البولوني
إدوار غوجليك، تحيّة لهذا المؤلّف البولوني ادّتها باللحن دون الكلمات.
وبعد حنينها لبولونيا وشوبان أنشدت نادين نصّار أدوارا يحبها صوتها، لفرانس بولانك وبوتشيني وغونو.
وقال السفير فاوتشيك في كلمته: “من الصعب الكلام بعد هذا الشدو الذي يحيي الملائكة. شكراً للوسيان جورج الذي نسّق هذه المناسبة في بيته فجعلنا نشعر بأننا من أهله. أنا فخور لأن أعلن لكم بأن وزير الثقافة والتراث الطبيعي لبولونيا بيوتر غلنسكي، منح وسام الإستحقاق للثقافة البولونية للفنّانة المبدعة نادين نصّار. هذه الميدالية هي إثبات لما قدّمته نادين نصّار للثقافة البولونية بصوتها كما بالجسر الثقافي الذي شيّدته بين لبنان وبولونيا. هي عن حق سفيرة الموسيقى البولونية للبنان”.
النهار