يستحق كتاب “امين نخلة – مقالات له وعنه ومقابلات معه”، منشورات “دار نلسن”، للدكتور ميشال خليل جحا أن يعتبر من كتب المراجع، ولو أنه ليس مراجعة أكاديمية عن أعمال صاحب “المفكرة الريفية”. أهم ما فيه هو الأمانة الفكرية، إذ لم يكتف جحا بما قيل في أمين نخلة من مديح، بل أورد ما قيل فيه من نقد أيضاً، متخطياً في ذلك عادات شرقية في التبجيل والتفخيم، غالباً ما تشوه الصورة أو تقدمها بشكل مغاير.
الكتاب لا بد منه لمن يريد أن يقرأ لأمين نخلة ما لم ينشر له من قبل، أو يعرف أشياء جديدة وغريبة عنه، ومنها أن الأمين تربى على العادات الجبلية، وفرض الحجاب على زوجته إيفون طرزي، ولم يكن يسمح لها بالخروج منفردة من البيت، ولم يتغزل بها بكلمة واحدة في حياته، في الوقت الذي لم “يتورع” عن التغزل بغيرها من النساء.
أجمل لفتة في هذا الكتاب الثمين تشكيك جحا في الأبيات المنقولة عن أحمد شوقي في أمين نخلة التي تتصدر كتب الأمين ومنها قول شوقي في نخلة “هذا ولي لعهدي/ وقيم الشعر بعدي/ والعصر عصر أمين/ خير ومطلع سعد”. يستبعد الدكتور جحا أن يكون شوقي نظم ذلك، وإلا لكان الأمين نشرها بخط شوقي، ويقول إن ناظمها هو أمين نخلة نفسه، لأنها “تحمل نفساً من أنفاسه”. يضيف جحا أنه عندما فاتح أمين نخلة في أمر هذه الأبيات قائلاً له إنها ليست في “الشوقيات”، كان رد الأخير “ليس كل شعر أحمد شوقي في الشوقيات”! يعزز جحا شكوكه بالقول إن شوقي رحل في العام 1932 وكان أمين نخلة في الرابعة والعشرين، فكيف يكون “ولي عهد” “أمير الشعراء” وهو في هذه السن؟!
في الكتاب أخطاء نحوية ومطبعية كثيرة كان على المؤلف والناشر أن يتداركاها كما في الصفحة 29 أن ديواناً لأمين نخلة عنوانه “دفتر الغزال” بينما هو “دفتر الغزل”، وفي الصفحة 30 يقول جحا إنه نشر ثلاثة ريبورتاجات في مجلة “الجمهور” والصحيح أنها “الجمهور الجديد” بعد تغير اسمها، وأشياء اخرى لا مجال لذكرها الآن، لعل “أخطرها” العبارة “الأصولية” التي تفسد كل “موضوعية”، وهي قول جحا إن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة!
النهار
الوسوم :إصدار - "أمين نخلة مقالات له وعنه ومقابلات معه" لميشال خليل جحا