يستَقبل مَتحَف “فيلا عوده” العَريق، للمرّة الأولى في لبنان، ولغاية 24 الجاري، مختارات من أبرز تحف التصميم الإيطالي التي تدرج في إطار الأثاث المَنزلي المُتعدّد الاستعمال تحت عنوان “أيقونات التَصميم الإيطالي”. وترتاح القطع الفنية الحديثة في المتحف لتجذب الزائر الى أناقتها المميزة.
يُنظّم المعرض، المُستقبليّ الطلّة، “المَعهد الثقافي الإيطالي” بمُبادرة من لجنة الشؤون الخارجيّة الإيطاليّة التي قرّرت أن تُكرّس السنة الحالية للتصميم الإيطالي بأناقته المعهودة. هي إذاً تحيّة إجلال لهذا الشقّ الفنّي الذي اجتَمَعَت المعاهد الثقافيّة الإيطاليّة في كل أنحاء العالم حول المُبادرة التي “تَحضنه” في لبنان. وهي في طور إطلاق عشرات المشاريع الفنيّة والثقافيّة التي تخدم هذا الهَدَف. ويرى المُنظّمون أن من أبرَز أهداف المَعرض تقريب اللبنانيّ الذي يَعشَق الفنّ ويجد متعة حقيقيّة في الغور والانغماس في أروقته التي لا تَنتَهي، خطوات عدّة من عالم التصميم الإيطالي. وها هي هذه النماذج المختارة بعناية تعيش “لحظة عزّها” في المَتحف العريق، على رغم كونها قد تحوّلت مع الوَقت إلى أيقونات ورموز في عالم التصميم في إيطاليا. في المعرض الذي يحلو زيارته بتأن حتى لا يفوتنا تفصيل وإن كان صغيراً، أكثر من مئة قطعة فنيّة تَنتمي إلى حَقَبة زمنيّة تمتدّ من عام 1920 حتى يومنا هذا. وتَنصَهر مُختلف العناصر في هذه القطع المعروضة، إذ أنها أكثر من قادرة على أن تَجمَع بين الجمال والراحة والجانب الوظيفيّ. كما يُمكن مُشاهدة العديد منها في متاحف عالميّة لها تاريخها “الشاهق”. وفي المعرض أهمّ العلامات التجاريّة في مجال التصميم الإيطالي. من هذه العلامات، “لودولا”، “كارتيل”، “فلوس”، “بوجي”، “لا مورينا”، “فونتانا أرتيه”، وغيرها.
يَنقَسم المعرض الذي يستمر الى 24 الجاري إلى حقبات عدّة، وتُعرض في كل حَقَبة أبرز القطع التي كانت علامة فارقة في عالم التصميم. ويرى البعض أن هذه القطع الفنيّة الحَديثة هي الامتداد العَصريّ لإرث الفنّانين الإيطاليّين والحرفيّين الذين كانوا أكثر من مُتميّزين في عَصر النَهضة الإيطاليّة في نهاية القرن الثالث عَشَر. وفي كلمته الترحيبيّة قال السَفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي، مُفتتحاً المَعرض قبل أيام قليلة، إن حبّ إيطاليا العَميق للجمال يَقتَرن بالتقاليد الغنيّة التي “سيّجت” الحِرف اليدويّة في عَصر النهضة. الفنّان النَموذجي في عصر النهضة كان في الوقت عينه حرفيّاً على طريقته الخاصّة”. أضاف أن الفنّان الإيطاليّ كان أكثر من واعٍ في ذاك العصر على أن إبداعه وقدرته على الخلق من العناصر التي ستكون أكثر تميّزاً إذا ما تمكّن من أن يُشذّب مهاراته ويُصقلها. وكان لا بدّ من أن تكون الفُسحة التي تَحتَضن هذه الأعمال الراقية مُتساوية في جمالها مع القطع المختارة، فكانت “فيلا عوده” التي تنتمي إلى مصرف عودة وتُخصّص عادةً غُرفها للفن والآثارات. وهي احتضنت بعراقتها قطعاً فنية أنيقة وعريقة.
النهار