نشر مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم “وايز”، وهو مبادرة دولية تسعى إلى بناء مستقبل التعليم عن طريق الابتكار والتعاون، ومركزه في قطر تقريراً بعنوان “التعليم في ريادة الأعمال: منظور عالمي للانتقال من الممارسة إلى سياسات التعليم في كل أنحاء العالم” وذلك بالشركة مع خبراء من كلية بابسون في الولايات المتحدة الأميركية.
خصّص “وايز” جزءاً أساسياً من التقرير عن ريادة الأعمال والتعليم في لبنان. ويتناول التقرير، وهو جزء من سلسلة بحوث “وايز”، الدور المتنامي لتعليم ريادة الأعمال كمحرك للنمو الاقتصادي، كما يقدم توصيات لصانعي السياسات والممارسين والخبراء لتقديم الدعم في هذا المجال. ويوجه التقرير الأنظار إلى أهمية تطوير التعليم الفعَّال لريادة الأعمال لجميع المتعلِّمين في مراحل الدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية بغية إمدادهم بمهارات “القرن الحادي والعشرين” بنجاح، فضلاً عن إكساب الأجيال مهارات تأسيس المشروعات.
وجاء في التقرير أن الشباب اللبناني يملك واحدًا من أعلى مستويات التحصيل الدراسي في العالم العربي (إذ يبلغ معدل الالتحاق بالمرحلة الجامعية %48 وفق بيان البنك الدولي 2013)، وبالرغم من ذلك لم يُتَرجم هذا الإنجاز على أرض الواقع إلى توفير فرص اقتصادية مربحة، وهو ما دفع إلى انطلاق موجة من الشركات الناشئة وحاضنات الأعمال خلال السنوات الخمس الماضية. ووفقًا لإدارة الإحصاء المركزي في لبنان، تعمل %15 من النساء اللبنانيات كصاحبات أعمال أو يعملن لحسابهن الخاص، في حين تبلغ تلك النسبة %42 بين الرجال.
وأكد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيت دوت كوم ربيع عطية أهمية ريادة الأعمال في لبنان، وقال: “تُمثل البطالة واحدة من أبرز الدوافع الرئيسية لريادة الأعمال في لبنان، إذ تُشَكِّل تحديًا كبيرًا في منطقة الشرق الأوسط، ويعبر عن ذلك %76 من المتخرجين الجدد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقولهم إن إيجاد وظيفة هو في الواقع التحدي الأكبر الذي يواجه جيلهم. وباعتبارنا منظمة تتعامل مع التوظيف وتساعد الناس في إيجاد وظائف، نرى أن مشكلة البطالة تتجلى في صور واقعية للغاية، فعلى سبيل المثال، يُقدر متوسط عدد المتقدمين لشغل وظيفة معلن عنها عبر موقع بيت دوت كوم بأكثر من 500 متقدم. ويمكن مقارنة هذا العدد مع العشرات فقط من المتقدمين ممن تتباهى بهم معظم مواقع التوظيف الرائدة عالميًا”. أضاف: “تمثل ريادة الأعمال محركًا لنمو اقتصادنا وأداة قَيِّمة لإيجاد فرص العمل، فيجب أن تكون أيضًا بمثابة وقود للجيل المقبل من الوظائف في المنطقة، وبالتالي تمكين شباب اليوم من إيجاد فرصة لحياة أفضل لأنفسهم وللمحيطين بهم”.
وقالت أستاذة ريادة الأعمال في كلية بابسون الدكتورة باتريشيا غرين: “يكتسب تقرير (وايز) حول تعليم ريادة الأعمال والدراسات الأخرى المماثلة في هذا المجال أهمية بالغة، لأنها تساعدنا في تحقيق فهم أعمق للقضايا المشتركة عالميًا والمتعلقة بالجهود المبذولة لدعم نمو ريادة الأعمال والعمل على تعزيز هذه الجهود واتخاذ الإجراءات اللازمة، فضلاً عن معرفة الجوانب المختلفة التي يجب مراعاتها لتتلاءم مع السياق المحلي لمختلف البيئات والأفراد”.
النهار