بعد خبرة الم الحب، تكتشف الحبيبة أنها بالفعل تحب. لا تبحث عن شيء، فقط عن الحبيب، وتقول: أَستَحلِفُكُنَّ يا بَناتِ أورَشَليم، إِن وَجَدتنَّ حَبيبي بِماذا تُخبِرْنَه؟ بِأَنَّ الحُبَّ قد أَسقَمَني. (5: 2)
ابحثوا معي عن الحبيب وقولوا له: أن الحب أسقمني، والترجمة الحرفية (أعياني، أماتني). هذا الانتظار، هذا الشغف مرض يسقم. يجعلها لا تنام، لا تنتظر شيء غيره، فلا شيء له معنى إلا به وله ومعه. أسقمها: جعلها مقعدة حياتها مرتبطة به، بوجوده جوارها، لا حياة إلا به. لن تكون حياة إلا بالشفاء منه، وكيف؟ به.
تقول: اعرف إني لست الوحيدة التي تحبه، فتقول: إِنَّهم على صَوابٍ إِذ يُحِبُّونَكَ. غريب! هي تعرف أن حبيبها محبوب من كثيرين، وهذا لا يزعجها لا يؤلمها، لأنها تدرك إنها لحبيبها وحبيبها كله لها. وهنا مختلف عن أي حب بشري: فأي حب، هو حب لفرد ومن فرد. من مننا يرغب ان يشاركه حبيبه احد أخر؟ هذا مفسد للحب، هذا موت الحب، إلا هذا الحب الذي نتكلم عنه، إلا هذه الخبرة مع الله.
هنا مفتاح الكتاب (أعتقد). عن أي حب نتكلم؟ لا نتكلم عن حب زوجي، اخوي، أبوي، لا نتكلم عن حب الصداقة. في هذا السفر نتكلم عن أصل كل حب، والذي يتجسد بإشكال مختلفة في كل نوع سابق من الحب. هناك الحب الزوجي والذي هو انفرادي بين الزوجة والزوج. حب الصداقة والمنفتح لأشخاص نختارها. حب عائلي منفتح لأشخاص اختيروا لنا. لكن هنا نتكلم عن الحب، الذي هو قبل كل نوع من الحب، ومصدر لكل نوع.
ومن جماله لا يستطيع احد أن يحتفظ به لنفسه، يخرج في الساحات ويعلن، مثل السامرية، التي وجدت الحبيب، فذهبت وأخبرت القرية كلها. مثل ارميا والذي كان يشعر بكلمة الله (شخص المسيح) كنار بداخله ولا يستطيع إلا أن يتكلم عنها. مثل هذه المركبة لاشعياء والتي لا تتوقف تسير في الجهات الأربعة …. تسير وتعلن وتتكلم عن هذا الحب.
هذا الحب اقوي من احتمله لنفسي، تعالوا نتشارك، لن يقل. تعالوا نتقاسمه فهو يفيض. عن هذا الحب لا أجد كلمات لوصفه، أسقمني وجعلني عاجز أن اعبر عنه إلا به. لا استطيع التعبير بكلماتي، لكن سأستخدم كلمات سفر نشيد الأناشيد: إِجذِبْني وَراءَكَ فنَجْري.
وما هو هذا الحب؟ السؤال خطأ، الحب أصبح شخص، فالسؤال من هو هذا الحب؟ الله هو هذا الحب. هو هذه النظرة التي نظرها المسيح للشاب الغني فأحبه، هذه النظرة لبطرس بعدما أنكره، فجعل بطرس يحبه. نعم الله هو نظرة، نظرة حب.
كيف لي أن اختم هذا الأقوال، ولأول مرة أجد صعوبة في الختام. كل مرة أجد أن الكلمات انتهت ولذلك كنت اختم. هذه المرة أجد نفسي لم اقل شي واحتاج أن أقول أكثر وأكثر عن هذا الحب، عن هذا النشيد، عن هذه الحبيبة، عن هذا الحلم الذي أعطى معنى للواقع، لكن يجب اختم وأقول:
إلى كل من يقرأ هذه الكلمات، هناك شيء يجمعنا، هناك شيء وان اختلفت صورته يوحدنا: هو الحب. وهذا النشيد يقول: وجدنا هذا الحب. وجدنا هذه النظرة، نعم وجدنا المسيح، وهذا النشيد دليل عليه، علامة له، علامة لكي أيتها الحبيبة أن هناك من يحبك، أنتي أيتها الحلم أصبحت حلم الحبيب.
زينيت
الوسوم :(14) الله حب. نشيد الأناشيد