“بلادي أنا ولبنان عهد.. ليس أرزاً ولا جبالاً ولا ماء.. وطني الحب ليس في الحب حقد”. بكلمات الشاعر الراحل سعيد عقل افتتحت السيدة ماجدة الرومي مهرجان “إهدنيات” الدولي، رسالة حب وسلام من إهدن إلى لبنان. إهدن، التي وصفتها الرومي بأنها “صلب المجد والكرامة… كل حبّة تراب في إهدن تحمل الكرامة، البطولة والشهادة.. ونستطيع أن نقول إنها الأرض المقدسة وأرض السيدة العذراء”.
بفستانها الأبيض المطرز اعتلت الرومي مسرح إهدنيات، الواقع في وسط مشهد طبيعي أخّاذ، لتحيي أمسية ساحرة وزاخرة بالمشاعر الوطنية المرهفة. “يد تبدع الجمال” والسحر على مسرح في وسط طبيعة جبلية شامخة وتصوره بأسمى حلله.
برقة وحنو عانقت الحضور بصوتها وعينيها. رحّبت برئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ومؤسسة مهرجان “إهدنيات” ريما فرنجية وبكل الحاضرين لتعدهم بـ “سهرة حلوة على رغم كل ما جرى ويجري في لبنان والعالم”.
ومن “بلادي أنا” انتقلت إلى “عندما تتوحد الدنيا”، أغنية أخرى جدّدت فيها تأكيدها الرسالة من الاحتفال، الذي شاركها فيه قائد الأوركسترا المايسترو لبنان بعلبكي بالإضافة إلى أكثر من 50 عازفاً.
غنّت “غمّض عينيك”، “عم يسألوني عليك الناس”، “غنّي للحب”، “أحبّك جداً”، “على قلبي ملك” ومن بعدها “عم بحلمك يا حلم يا لبنان”، “ما رح أزعل عشي”، “حبيبي”، “اعتزلت الغرام”؛ ثم “نشيد الحب” لجبران خليل جبران.
غنّت الحب وانتقلت الرومي بجمهورها إلى أغانيها القديمة: “كلمات”، “ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي”، “وداع”، “يا سنيني لا تنسيني”، “خدني حبيبي عالهنا”.
ولميخائيل نعيمة غنّت “أخي” في تحية لشهداء الحرب اللبنانية. وصدحت كلمات نعيمة بصوتها رسالة سلام ومحبة وأخوة: “اركع صامتاً مثلي بقلب خاشع دام لنبكي حظ قتلانا”؛ ثم رنّمت بخشوع “يا نبع المحبة” لترتفع صلوات الحاضرين فتكون “عين يسوع عوطننا بالإيام الصعبة” لأن “الثورة تولد من رحم الأحزان”.
للبنان ولكبار الفنانين اللبنانيين تحية ختامية. من زكي ناصيف، وديع الصافي، سميرة توفيق وغيرهم، بمشاركة أكثر من 45 راقصاً والكورال الخاص بالفنانة المؤلف من 25 شخصاً.
زرعنا أرضك يا بلادي، زينوا الساحة، وغيرها من الأغاني، راجع يتعمر لبنان، الأغنية الختامية على وقع الدبكة والأعلام اللبنانية، وعد وأمل في نهاية الحفلة بوطن يواجه كل الصعاب بكل طاقاته.
النهار