لم يكن عيد السيدة عاديا هذه السنة في بلدة رأس المتن التي هجرها أهلها المسيحيون منذ ثمانينات القرن الماضي ولم يعودوا اليها مذذاك، خلافاً لقرى مختلطة كثيرة عاد أهلها اليها منذ مصالحات الجيل.
أمس ارتأى مسيحيو الذين لا يزورون بلدتهم سوى مرة في الشهر لحضور القداس، وحشد من دروزها أن يكون العيد مناسبة للم الشمل، فحضروا معاً القداس الذي رأسه الأب ديمتري جرداق، ثم التقوا في ساحة الكنيسة وسط البلدة، بالقرب من النصب التذكاري للعلامة انيس فريحة، حول مائدة كانت “الهريسة” نجمتها بحسب التقليد الشعبي لدى معظم المسيحيين، آملين في أن يكون هذا اللقاء خطوة أولى على طريق فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي الأليم.
وتتكثف المحاولات منذ مدة لاعادة التلاقي بين أبناء البلدة لفتح الطريق أمام عودة المسيحيين الذين باع قسم كبير منهم أملاكه. وكانت البلدية السابقة دشنت في احتفال حضرته شخصيات من البلدة ومنطقة المتن الأعلى نصباً للعلامة أنيس فريحة في ما بات يعرف بساحة الشهداء.
وتركز جهود جديدة على تشجيع عودة المسيحيين الى البلدة التي يقر أبناؤها من الطائفتين أنه لا يمكن للحياة أن تعود اليها كالسابق إلا بوجود أبنائها جميعاً، مسيحيين ودروزاً.
النهار