أحيا المجلس الثقافي للبنان الشمالي ومركز العزم الثقافي، الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش بعرض فيلم “كما قال الشاعر” للمخرج نصري حجاج، على خشبة مسرح بيت الفن في الميناء، في حضور رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، مدير بيت الفن عبد الناصر ياسين، رئيس بلدية بخعون زياد جمال، رئيسة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض وحشد من ممثلي وأعضاء الهيئات والجمعيات.
بداية، ألقى مسؤول الإعلام في المجلس الثقافي المخرج جان رطل كلمة ترحيب، تناول فيها موضوع الفيلم من جوانبه الفنية والسينمائية ودور المخرج حجاج في إبراز جوانب من حياة الشاعر درويش من خلال الأماكن التي أقام فيها، بحيث “أفرد للقصائد مساحة كبرى، وذلك من خلال تحية أرادها أن تحمل فكرة الأسى والحزن التراجيدي على الغياب المبكر للشاعر، وبأصوات شعراء وأصدقاء عالميين.
كما تحدث أمين سر المجلس الثقافي الدكتور سعدي ضناوي عن شعر محمود درويش، فتوقف عند “ميزتين طبعتا نتاجه هما الفنان الفلاح والفنان الساحر، فتناول إرتباطه بالأرض التي عليها ولد وبترابها لعب وعنها أبعد وإليها تسلل وفيها سجن ، وتحدث عن مرابع طفولته حيث إمتلأ شعره بهذه الأحاسيس، فصار شاعر القضية لكنه بقي شاعر الأرض ، وتماهى معها وبحث عنها في كل إتجاه يحاورها ويناجيها”.
كما تناول خصائص الشاعر الساحر، حيث كانت القاعات الرحبة تضيق عن إستيعاب جمهوره.
وكانت أمسياته تقام في المدارج الرياضية سواء في بيروت أو الأردن أو دمشق، حيث يصاب الجمهور بالتوحد مع الشاعر الذي غالبا ما يسعى إلى إثارته بالموسيقى الشعرية أولا وبالتقطيع الذكي لمركبات النص ثانيا، ولقد إستطاع درويش أن يجمع اللبنانيين كافة وفي مكان واحد على شيء واحد، في أجواء من السحر التي تثير فيهم القشعريرة الشعرية وتهز كيانهم”.
حجاج
ثم تحدث حجاج عن فيلمه، قائلا: “إن الفيلم شخصي جدا، إنطلاقا من إختيار القصائد، غير انه وكما يظهر في الفيلم يعبر عن أحاسيسه تجاه شعر محمود درويش، بإعتبار متابعته منذ سنوات المراهقة الاولى أي منذ البدايات وحتى رحيله، كما أبرز الكآبة في شعر درويش لشعوره هو الآخر بالكآبة لرحيله”.
وقال: “لم أكن أحبه أن يغيب في عمر كان من الممكن أن يقول فيه أشياء كثيرة، لأن محمود درويش هو شاعر كوني ، ولذلك كان اختياري تصوير شعراء من كل العالم، ليقرأوا من شعره بهدف إظهار كونية “درويش”، فهو بالنسبة لي شاعر الانسان يعيش مأساة شعب إضافة إلى مآسيه الشخصية ، فكان الخيار إلقاء قصائده على لسان سراماغو ، سوينك ، ودو فيلبان ليس كرئيس وزراء ووزير خارجية سابق لفرنسا إنما كشاعر، وكذلك الشاعر الكردي شيركو بيه كيه والشاعر الاسرائيلي اسحق لاؤر الذي أحب شعر درويش ورفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي وسجن لأنه تعاطف مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وضد الدولة الصهيونية، وكتب شعرا ينصف فيه الفلسطينيين”.
وأعقب عرض الفيلم حوار شارك فيه الحضور الذين أثنوا على العزف المنفرد الذي تضمنه الفيلم، وهو عزف على البيانو من قبل الفنانة هبة قواص.
وطنية