وَصَلَ بعض عُشّاق القراءة قبل وقتٍ طويل من الموعد المُقرّر للأمسية، ما فاجأ الإيرلنديّة نيف فلامينغ – فاريل والبريطاني وليم دوبسون كونهما يقطنان في البَلد منذ مدة طويلة ويعرفان تالياً علاقة الّلبناني “غير المُستقرّة” بالمواعيد!
وبَقيَ البعض في المَقهى بعد إنتهاء اللقاء بمدة طويلة، واستمرّ النقاش مع أنه تحوّل إلى موضوعات مُختلفة. منذ أيام قليلة، إنطلقَ في العاصمة المَفطورة على الثقافة، وبأكثر من أسلوب، “نادي عالية لقراءة الكُتُب” (Aaliya’s Book Club) في مَقهى “أوليفرز” القائم في الجمّيزة. وكانت فرصة لأكثر من 25 شخصاً لتبادل الأفكار ولتقاسم حُبّ القراءة، مُتحدّين الاعتقاد الخاطئ الذي يَزعم أن الّلبنانيّ لا يَستسيغ القراءة وهي ليست من ضمن طُقوسه اليوميّة. راوَحت أعمار الحضور بين 19 و 60، ولم يُسيطر الصَمت المُتوتّر على الّلقاء، ولو لدقائق، وفق ما يؤكد دوبسون وفلامينغ – فاريل لـ “النهار”. وكان الصديقان قد قرّرا إنشاء ناد لقراءة الكُتُب إنطلاقاً من هذا العُشق الذي يَتقاسمانه للكتاب ومُغامراته التي رُبما عَرفت “نَغمة” البدايات، بيد أنها لا تَعتَرف في النهايات بخيباتها.
إختارا مقهى “أوليفرز” ليكون “مَربط خيلهما” باعتبار أن الفُسحة مَديدة وإنتقائية من حيث الديكور، وتُوحي الفَرح والحُريّة من خلال الألوان الزاهية المُنتَشرة في كل زاوية فيها. ولأنهما إرتاحا لهذا المَقهى (لصاحبه باتريك كوكراين)، ولأن الكتاب يُشكّل بالنسبة اليهما القدرة على العيش حيوات عدّة بين دفّتيه، قرّرا أيضاً إفتتاح مَكتبة في إحدى زوايا المَقهى المُتعدّد الإستعمال تحمل إسم “كُتُب عالية” (Aaliya’s Books)، على أن تُبصِر النور في بداية أيلول المُقبل. وكانت مسألة بديهيّة بالنسبة إليهما أن يختارا فُسحة يرتاح فيها الزائر وعاشق الكُتُب والراغِب في خَوض مُغامرات أدبيّة والمُشاركة في نشاطات فكريّة، ديناميكيّة من جهّة، وتَليقُ بالكتاب وما يَرمُز إليه من حُريّة وقُدرة على الغَور في عَشرات الأروِقة الأدبيّة من جهّة أخرى.
وفي ما يتعلّق بالنادي سيلتقي عُشّاق القراءة ، مرّة كل أسبوعين. وكان كتاب “إمرأة غير ضروريّة” للكاتب الّلبناني ربيع علم الدين الأول في سلسلة الكُتب التي سيقرأها هؤلاء العُشّاق الذين يجدون مُتعة حقيقيّة بالكلمات وقدرتها على نَقل الواقع، وأيضاً “هَلوسات” المُخيّلة إلى القارئ. ولأن بطلة هذه الرواية المُثيرة للجَدل تُدعى “عالية”، إرتأت نيف أن يكون إسمها هو أيضاً إسم نادي قراءة الكُتُب والمكتبة اللذين سيحضنهما المَقهى غير الإعتياديّ. وعن الّلقاء الأول مع عُشّاق القراءة في نادي عالية لقراءة الكُتُب، أكدت نيف أنه إستراح على الإسترخاء وتبادل الأفكار والنقاش بسلاسة مُفاجئة. ويقول وليم، “وبعد إنتهاء حلقة النقاش، تقاسم الحضور الطعام والمشروبات وكان واضحاً أن الأجواء لم تتطلّب أي جهود إضافيّة لتنجح بل إستراحت على التناغم منذ بداية اللقاء”. وتؤكّد نيف من جهّتها أن هذا النادي سيكون مُنفَتحاً على كل الإقتراحات التي يُقدّمها عُشّاق القراءة. ويحقّ للقارئ الذي تَفاعلَ مع كتاب أو آخر في لائحة الكُتُب المطروحة للقراءة والنقاش من قبل نيف ووليم، أن يجلس مع مجموعة من الأصدقاء على طاولة خاصّة في المَقهى ليُناقشوا الكتاب المُقترح للأمسية بعيداً من المَجموعة الرئيسيّة التي يُحرّك وليم ونيف النقاش فيها، ولكن بتزامن معها. إذ أن البعض يرى في القراءة طقساً حميميّاً ربما أراد مُشاطرته مع الأصدقاء وليس مع أشخاص لا يعرفهم.
إشارة إلى أن نيف فليمينغ – فاريل تقطن لبنان منذ عام 2009 ووليام دوبسون يقطنه منذ عام 2012 وكلاهما مُستقرّان فيه بشكل شبه كامل.
يُمكن الإطلاع على مواعيد اللقاءات التالية لنادي عالية لقراءة الكُتُب ومَعرفة عناوين الكُتُب المطروحة للقراءة والجَدل عبر صفحة Aaliya’s Books على “فايسبوك”.
النهار