شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | بحث تحليلي حول الذاكرة ومفاعيلها في السلوك الإنساني أنيس مسلّم في من نَسَمِ الذاكرة: بقدر ما نحاول النسيان… نتذكّر!
بحث تحليلي حول الذاكرة ومفاعيلها في السلوك الإنساني  أنيس مسلّم في من نَسَمِ الذاكرة:  بقدر ما نحاول النسيان… نتذكّر!
العميد أنيس مسلّم

بحث تحليلي حول الذاكرة ومفاعيلها في السلوك الإنساني أنيس مسلّم في من نَسَمِ الذاكرة: بقدر ما نحاول النسيان… نتذكّر!

من نَسَمِ الذاكرة، كتاب جديد للدكتور أنيس مسلّم، الذي سبق له وأصدر سبع عشرة كتابًا، وهو الأكاديميّ الذي أمضى حياته بين العمل الصحافي والتعليم الجامعي والبحث.
الكتاب مجموعة أقاصيص استهلّه مسلّم بمقدّمة بعنوان الذاكرة، غالبًا، في إمرة القلب، وفيها بحث تحليلي حول الذاكرة وانتقائيتها ومفاعيلها في السلوك الإنساني، وهي جديرة بقراءة متأنية وعميقة للتمتّع بما احتوته. أما الأقاصيص فمتنوعة، صاغها المؤلِّف لتؤدي كلَّ واحدة منها رسالة معيّنة كتذكير بقيم نبيلة، تكاد تنقرض. وهي مستوحاة من أبعد الذكريات كما كتب.
مغامرة رائعة
الذاكرة أحد ينابيع القصة القصيرة، وإحدى حاميات الهويّة الإنسانيّة، كتب في مقدّمته.
تابع شارحًا كيف تتحوّل الذاكرة الفرديّة إلى ذاكرة عامّة محوّلة الكتابة: وهي مغامرة رائعة، وأمتع فصول الكتابة هو دخول مغارة الذات والتوغّل في أرجائها ودهاليزها. فالماضي لا يموت كما يشرح:

يبقى حيًّا في الذاكرة إلى حين، وفي اللاوعي كلّ حين، وجميعنا اختبرنا قفزات الذاكرة التي تعيد إلينا أحداثًا عفى الزمان عنها وغارت في ثنايا الذاكرة، وفي لحظة أو إثر كلمة أو مشهد أو انفعال تعود إلى وعينا مرفقةً بشعور عرفناه لحظة عشناها للمرة الأولى: بعض الأحداث يبتعد عنا، يغور في الماضي، لكنه لا يموت، ترافقنا ظلاله على مدى حياتنا شارحًا كيف يحرّرنا فعل الكتابة من هذا الماضي.
بين التذكّر والنسيان
تدرّج الدكتور مسلّم في شرحه لمفاعيل الذاكرة وتداعياتها في حياتنا خصوصًا في علاقة الماضي بالحاضر وطغيانه في أحيان كثيرة إلى حدّ شعورنا بالاختناق منه: بقدر ما نحاول النسيان نتذكّر … ولعل مشكلة الحاضر الكبرى، تكمن في خلل التوازن بين التذكّر والنسيان. لذا يدعونا إلى عدم إهمالها والاعتناء بها وتهذيبها… ويتابع التحليل الفلسفي والبعد الوجودي لعلاقة الإنسان بالوقت والزمن والذاكرة، وصولاً إلى مقاربته للحياة، مذكّرًا بلا موضوعيّة الذاكرة إذ كثيرًا ما تضلّلنا عندما نلتجئ إليها كي نفهم واقعة ما.
… ويوصلنا الدكتور مسلّم إلى لحظة جوهرية في علاقتنا بالذاكرة: إن الذاكرة توقظ لحظات الصمت الخلاّقة، لا تلك التي هي صدى الفراغ، ولحظات الانتظار الرائعة. وما أحوجنا إلى هذا الصمت، وإلى هذه اللحظات في مختلف مستويات حياتنا.
إيقاظ الذاكرة
حين قرأت عنوان الكتاب أعاد إلى ذاكرتي أول لقاء لي بالدكتور أنيس مسلّم، يوم دخل قاعة التدريس في كليّة الإعلام والتوثيق – الفرع الثاني، وقدّم لنا نفسه كأستاذ لمادة الرأي العام والدعاية. كياسته، لطفه، وحسن تعامله لم تتغير منذ ذلك اليوم، حتى لون شعره الأبيض لم يتغيّر!
بحرص الأخ الكبير، وسهر الأستاذ المتيّقظ الضمير، تعامل الدكتور مسلّم معنا. كان يشعرنا بأننا رفاق، وحتى أبناء. لا تعالٍ، ولا فوقيّة، ولا مبالغة. بل محبّة ورحابة صدر وعمق تجربة ينقلها إلينا من دون مواعظ أو استخفاف برأي من آراء الطلاّب المقبلين على الحياة والمفتخرين بانتقالهم من المرحلة المدرسيّة إلى الجامعة، وما يرافقها من شعور بالزهو والاستقلاليّة والثورة على كلّ ما ومَنْ سبق.
تحفظ ذاكرتي صورة مشرقة للدكتور مسلّم: أستاذ جامعيّ وأكاديميّ متمرّس. صديق يتسع قلبه لمحبّة تجيد قبول الاختلاف، وتفرح لإنجاز الآخرين، وتُصفّق بصدق لكلّ نجاح ولا تبخل بكلمات التشجيع.
الذاكرة انتقائيّة؟
مؤكّد وهي شفافة وصادقة، وصَدَقَ الدكتور مسلّم حين وصفها بأنها في إمرة القلب!

أنيس مسلّم، من نَسَمِ الذاكرة أقاصيص، دار الفارابي، الغلاف: فارس غصوب، خطوط الغلاف والداخل: فؤاد اسطفان. الطبعة الأولى أيلول 2015.
ندى عيد
الأنوار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).