التأم المجمع الأنطاكي السرياني الأرثوذكسي المقدس، بدعوة من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار إغناطيوس أفرام الثاني، ودرس المواضيع المدرجة على جدول الأعمال وأهمها: واقع المسيحيين في الشرق الأوسط، وما يتعرضون له من اضطهاد وتهجير قسري بسبب الحرب الدائرة في سورية والعراق، صلى الآباء من أجل السلام في سورية ولبنان والعراق. وطالبوا المجتمع الدولي بالسعي الحثيث لإيجاد حلول سلمية سريعة، والعمل الجاد على تحرير وعودة مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ومار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، المبعدين قسرا عن أبرشيتيهما، وكذلك طالبوا المنظمات الدولية بمساعدة المسيحيين في البقاء بأرضهم والعيش بكرامة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب أبنائهم السريان في الشرق الأوسط، والتزامهم بمسؤوليتهم بمساعدة شعبهم بشتى الوسائل المتاحة ليعيشوا بكرامة محافظين على تجذرهم في أرض الآباء والأجداد.
وأكد الآباء أهمية العلاقات المسكونية بين الكنائس والحوار الإسلامي – المسيحي من أجل تعزيز العيش المشترك المبني على مبدأ المواطنة، ولهذا قرر الآباء عقد مؤتمر عام يشارك فيه أعضاء المجمع المقدس ونخبة من ذوي الاختصاص من الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف أبرشيات الكنيسة، لبحث ودراسة واقع ومستقبل المسيحيين عامة والسريان خاصة في الشرق الأوسط.
وناشد الآباء المجتمعون المسؤولين في لبنان انتخاب رئيس جديد للبنان، بعد مرور أكثر من سنتين على شغور الكرسي الرئاسي، وإقرار قانون انتخابي جديد ينصف كل المكونات في لبنان.
وفي ما تعرض له الشعب السرياني في العراق من غبن وتهميش في ما يتعلق بعدم ادراج القومية السريانية والمكوِّن السرياني في الدستور العراقي الجديد والبطاقة الوطنية الجديدة، فقد طالب الآباء البرلمان والحكومة العراقية برفع الغبن وإدراج اسم (السريان) في الدستور العراقي ليس كلغة فقط، إنما كقومية ومكون أساسي من مكونات جمهورية العراق.
وتشاور الآباء أيضا في شؤون الأبرشيات السريانية مستمعين إلى تقارير عن واقع بعض الأبرشيات والتحديات التي يواجهونها في الوطن والمهجر، كما تدارسوا واقع الرهبنة ومستقبلها في الكنيسة السريانية، واستمعوا إلى التقارير المقدمة من الدوائر البطريركية، وأثنوا على عملها. وثمَّنوا الجهود الكبيرة التي يقوم بها البطريرك في مساعدة المهجرين والنازحين من أبناء الشعب السرياني، وكذلك زياراته التفقدية المتكررة للمهجرين في سورية والعراق، وتفقده لأبنائه السريان المنتشرين في جميع أنحاء العالم، ومتابعته لملف المسيحيين في الشرق الأوسط وملف مطراني حلب المخطوفين من خلال المؤتمرات واللقاءات برؤساء وزعماء مختلف دول العالم ورؤساء الطوائف المسيحية.
بدوره، شكر البطريرك مار افرام جميع البطاركة على وقوفهم إلى جانب أبنائهم المعذبين في الشرق ودعمهم معنويا وماديا، وكذلك الجهود الكبيرة التي يبذلونها من أجل استقرار العائلات السريانية في بلاد المهجر واستقبال النازحين وتقديم كل ما يمكن من مساعدة ودعم.
وهنأوا البطريرك افرام بانتخابه رئيسا لمجلس كنائس الشرق الأوسط خلال انعقاد الجمعية العامة الحادية عشرة في عمان من 5 إلى 8 أيلول 2016.
وصلوا من أجل أن يعم السلام في الشرق الأوسط وسائر دول العالم، وأن يخفف الرب الإله وطأة الحرب الدائرة في الشرق الأوسط على أبناء الكنيسة وأن يبارك في جهود كل الساعين إلى السلام.
وطنية