بدأ تدريجاً وخلال الأيام اليسيرة الماضية، الإفصاح عن ثلّة من أسماء المؤلّفين المشاركين في “معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت” 2016 والمنتظر بين 4 و13 تشرين الثاني المقبل في مجمع “البيال”.
يتراءى إلى الساعة، واستناداً إلى التسريبات الأولى، أنه سيتم استقدام مروحة واسعة من الهويات الأدبيّة التي يستحق البعض منها أن نستمهله وبالتفصيل. وإذ ذُكر ان الشاعر الكبير صلاح ستيتيّة سيحلّ ضيف شرف على هذه النسخة الأحدث، فإن الفرنسيّة سيلفي جيرمين ستفد إلى المنصّة البيروتية، متأبطة إصدارها الأخير لدى منشورات “ألبان ميشال” بعنوان “على طاولة الرجال”. ها هنا نصٌ روائي يقدّم حكاية طفل يتحدّر من رحم الطبيعة، ويُدعى بابل قبل أن يسمّى أبيل، طفل يلِد في خضم الحرب قبل أن يتبنّاه شقيقان من بلاد أخرى لن يلبثا أن يلقّناه ثقافة الكلمات. تستدين الرواية المسحات الشعريّة وتتطوّر في أسلوب يقترب من المثاليّة التأليفية كمثل: “يجهل إلى أين يمضي، ولكن كيف له أن يدرك ذلك؟ يجهل مكانه أيضا وما هو فاعل. يتقدّم في عالم تضربه الغرابة القصوى، مباغتةً”.
تُعِدّ هذه النسخة من ضمن ضيوفها أيضاً الروائية ناتالي أزوليه التي وصلَت في العام المنصرم إلى نهائيات جائزة “غونكور” الأدبيّة بفضل “تيتوس لم يكن يحبّ بيرينيس” (منشورات “بي أو أل”)، وهي رواية منحتها بيروت في العام المنصرم جائزة “لائحة غونكور- خيار الشرق”، في أعقاب نيلها امتياز “ميديسيس”. وبينما نجد مساحة لنصوص التجسّس من طريق أحد روّاد هذا النوع وهو بيرسي كيمب الذي أصدر حديثا “اللعبة الكبيرة” (لدى دار “سوي”)، يُفرد مكان أيضاً إلى البحوث وأدب اليافعين. وفي المقابل، نلحظ انعطافاً لافتاً صوب الآداب المكتوبة بالعربية، من طريق استدعاء العراقي أحمد سعداوي الظافر بـ”الجائزة العالمية للرواية العربية” قبل عامين عن روايته “فرانكشتاين في بغداد” الصادرة لدى “منشورات الجمل” والتي نُقلت حديثا إلى اللغة الفرنسية، لدى دار “بيرانا”.
يبدو “معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت” في نسخته الـ 23 أكثر عزماً على التفاعل مع مكانه الجغرافي القريب جداً، أي بيروت، وامتدادا مع نطاقه الأرحب، أي العالم العربي.
النهار
الوسوم :"معرض الكتاب الفرنكوفوني" 2016: أزوليه وستيتيّة وآخرون