يعيش العالم حالياً على حافة ثورة صناعية جديدة، تلعب فيها التقنيات أدواراً أساسية في رسم مستقبل الحياة بشكل يجلب معه الكثير من الفوائد، إلى جانب سلبيات متنوّعة أخرى منها إنخفاض معدلات العمالة البشرية.
تمثّل أنظمة الآلات ذكية المتصلة بالإنترنت والإنسان الآلي، الحقبة المقبلة من الثورة التكنولوجية التي ستقوم بالأعمال التي يقوم بها البشر حالياً لكن بأقل قدر من الأخطاء، مع إحتفاظها بدرجة عالية من الكفاءة.
وما سيشجّع على إعتماد الآلات ذكية والإنسان الآلي، هو أنها لا تحتاج لمعاش شهري وتأمين صحي، أو تعويض مالي عند وقوع الأضرار، أو معاش عند ترك الوظيفة أو فرص سنوية.
بل فقط الى بعض الصيانة البسيطة والبرمجة من وقت لآخر. وهذه الآلات ستؤثر بشكل مباشر في الوظائف التي يشغلها البشر حالياً، بحيث يتوقع المحلّلون أنّ 30 في المئة تقريباً من الوظائف، سوف يسيطر عليها الإنسان الآلي بحلول عام 2025. وإذا صدقت التوقعات، فإنّ ذلك قد يعني مشاكل إجتماعية خطيرة ستصيب المجتمعات إن لم يتمّ التعامل مع الموقف بالشكل المناسب.
يُذكر أنه تاريخياً، تسببت حركة التحوّل إلى الأنظمة الأوتوماتيكية في المجال الزراعي والصناعي في إنقراض جماعي للوظائف، وأدّت إلى تغيّرات مجتمعية عميقة. لكن في المقابل تمّ تعويض هذه الخسائر، من خلال الوظائف التي نشأت في قطاعات الخدمات والتكنولوجيا.
الوظائف المهدّدة بالإنقراض
على الرغم من عدم التمييز بين الرجال والنساء في أمور التوظيف، فإنّ الواقع يظهر عكس ذلك. فقد أشار المحلّلون إلى أنّ غالبية الوظائف المهددة بالإنقراض هي التي ينفّذها عادة الرجال، في حين تبقى وظائف النساء آمنة نوعاً ما.
ويعود السبب في ذلك إلى إمتلاك الروبوتات الذكية التي يتمّ تطويرها حالياً مهارات يتقنها الرجال عادة في أعمالهم. فقد لفت المحلّلون الى أنّ من أبرز مهام الآلات الذكية في المستقبل ستكون على سبيل المثال لا الحصر قيادة الطائرات، وهي الوظيفة التي يشكل الرجال النسبة الساحقة منها، حيث إنّ الإنسان الآلي بدأ يقوم بدور السائق بشكل جزئي بالفعل. كذلك أشار المحلّلون أنّ المستقبل القريب سيشهد أيضاً إنتاج سيارات بدون سائق، وذلك خلال السنوات الخمس الآتية.
وهذه النقلة النوعية سيكون لها الأثر الأبلغ في مهنة سائقي الأجرة وكذلك الشاحنات والتي يشكل الرجال الأكثرية الساحقة منهم، حيث ستقوم السيارات بلا سائق بتدمير وظائف هؤلاء. وفي السياق عينه قال المحلّلون إنه عند الحديث عن الأرقام والحسابات والتعامل معها، فلن نجد أفضل من العقل الإلكتروني ليقوم بما نحتاجه من تحليلات وعمليات حسابية معقّدة.
كذلك يمكن للإنسان الآلي أن يخزّن ويراجع كميات غير محدودة من البيانات، ويعرضها بالطريقة التي نريدها. هذا الأمر سيجعل من الإنسان الآلي أفضل من البشر في الشركات والأعمال التجارية والإقتصادية المختلفة، ما سيؤثر أيضاً في الوظائف التي يشغل الرجل معظمها.
شادي عواد
الجمهورية