يشهد التصميم الفني في لبنان وفي بيروت تحديدا مرحلة من الازدهار والانتشار الاستثنائي وتتزايد الاسماء اللبنانية التي تجذب الاهتمام في القارات الاخرى. وكأن الفوضى التي تعيشها بيروت الممزوجة مع ثقافات اللبنانيين المتنوعة باتت مركزا للابداع والجمال على المستوى العالمي.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية مقالا عن ديناميكية وابداع المصممين الفنيين في بيروت التي بدأت تعجّ بهم. وقد استهلت المقال باعتبار بيروت عاصمة من دول العالم الثالث التي نجحت في تجميل وجهها كسيدة تدرك كيف تستخدم الماكياج.
ورغم كون بيروت عاصمة دولة تفتقد الى وجود رئيس للجمهورية منذ عامين ونصف العام، ورغم عدم توفر الكهرباء بشكل متواصل ورغم حتى انتشار مظاهر النفايات وغياب تنظيم مقبول للسير، غير ان بيروت تبقى عاصمة سهلة المنال ومركزا حيويا للابداع والجمال حيث يكثر وجود المبدعين.
ويكثر في هذه المدينة عدد المهندسين المعماريين، ومهندسي التصميم الداخلي والمصممين الصناعيين والفنانين والغالبية متمكنة من استخدام ثلاث لغات بالحد الادنى وسبق وتابعوا دراستهم في الخارج وفي دول مختلفة. ويملك الكثير منهم عدة جوازات سفر في الوقت نفسه بما يؤهلهم للانتقال والعيش بسهولة في اكثر من دولة.
وذكرت الصحيفة الاميركية على لسان احد المصممين المحليين ان هناك روح في بيروت التي لا يمكن توفرها في اي عاصمة اخرى.
وهناك توفر العناصر لازدهار التصميم الفني في لبنان مع رغبة جيل كامل في اعادة اعمار بيروت ولبنان ومع سهولة توفر المواد والفنانين والمصممين مما يسهل الانتاج في بيروت بدلا من اماكن اخرى كأوروبا على سبيل المثال.
وعلى لسان أحد المصممين اللبنانيين الذي يصمم وينتج المفروشات والترميمات لشركات دولية كبرى مثل LANVIN وGolden Goode نقلت الصحيفة الاميركية ان الاجواء العامة التي تعبق بنوع من الفوضى وبين العيش على هامش من الخطر وبعض القباحة فذلك يشكل نوعا من التحفيز والدفع الى المزيد من البحث والحاجة الى الابداع: ومن الاسماء التي ذكرتها الصحيفة الاميركية مع نبذة عن نشاطاتها يمكن ذكر:
اولا: ندى دبس مصممة تملك عقارا تجاريا في وسط بيروت.
ثانيا: كريم شعيا صاحب شركة Acid ينتج ويصمم لشركت دولية (LANVIN و Golden Goode)
ثالثا: رنا حداد وباسكال هاشم وهما مهندسة وفنانة تعملان على انتاج اشغال يدوية مميزة.
رابعا: مارك بارود وهو مصمم يعمل مع صالات عرض المفروشات لانتاج وعرض قطع محدودة.
خامسا: كارين شيكيردجيان وهي مصممة صناعية وتعمل في تصميم المفروشات وقطع الاكسسوار الجميلة والمجوهرات.
سادسا: ساره جعفر ومؤسسة استديو 1 millimetre لتصميم المفروشات التي استطاعت التفرد باظهار التفاصيل النادرة والمتألقة.
سابعا: ناديا دبس مصممة داخلية لديها مفروشاتها والاكسسوارات الخاصة بها العائلية والمهندسة والمعاصرة في الوقت عينه.
ثامنا: مارك ديه مصمم منتجات لبناني ناشط في اوروبا وكان له معرض في باريس هذا الصيف للمفروشات الحديثة.
تاسعا: دافيد رفول ونقولا مسلم وهما مصممان للمنتوجات الاكثر شهرة عالميا على الارض وقد صمما لشركات وماركات دولية، وهما يؤكدان ان وجود مركز عملهم في بيروت ساعدهم كثيرا.
عاشرا: كارلو مسعود (32 عاما) بدأ مهندسا معماريا قبل ان ينتقل الى هندسة المنتوجات وشارك في معرض في نيويورك.
في الختام يمكن التعويل على التنوع الثقافي والقدرة الابداعية الفنية للبنانيين لتحقيق الكثير من النجاحات الاقليمية والدولية، وتثبيت بيروت مدينة للابداع والجمال وهي ميزة تفاضلية للاقتصاد اللبناني ايضا.
طوني رزق
الجمهورية