أصدر “مثقفون من بلاد البترون أثارتهم بلبلة حرفت العمل الثقافي عن مساره السليم”، بيانا جاء فيه: “نحن كمثقفين نريد أن نضع الاصبع على الجرح دون أن نجعل من الثقافة منبرا للنيل من كرامات الناس، وخصوصا اصحاب النزاهة والنظافة. نحن مجموعة تنزه الثقافة عن العمل السياسي وبالتالي لا تقبل أن يسخر البعض الثقافة للانقضاض على من يخالفهم بالتوجه.
لقد اطلعنا على البيانات الصادرة أخيرا والتي تتمحور حول المكتبة العامة في البترون، وفي هذا نقول: إن الكتاب له قدسيته ورمزيته، وهو أساس رقي المجتمع والوطن. من هنا نرى أن بلدية البترون قد اعتنت بالمكتبة العامة بشكل كامل، خصوصا مع رئيس بلديتها السيد مرسلينو الحرك، ولقد استأجرت لهذا بناء كاملا وخصصت موظفتين لخدمتها وتعاقدت مع شركة متخصصة لصيانتها وقامت المراكز الثقافية المتعاقبة بتشجيع من البلدية بنشاطات كثيرة ومتنوعة خدمة للثقافة، ومن ضمنها المكتبة، وصرفت في سبيل ذلك عشرات الألاف من الدولارات الأميركية ولمدة تزيد على إحدى عشرة سنة”.
وأضاف البيان: “لكن رغم هذه المدة الطويلة، ورغم كل هذه العناية ظل كل كتاب في المكتبة يتكئ على أخيه باكيا أين من يدعون حبي؟ إحدى عشرة سنة لا زيارة ولا لمسة ولا حتى نظرة. أيها البعض، ألا تعلمون أن حياة الكتاب بقرائه؟ وان اعدامه بإهماله؟ بالله عليكم، أين كنتم عندما كان الكتاب بحاجة اليكم الا ترون انكم أنتم السبب في وصوله إلى ما هو عليه؟ أما كان الأجدر بكم أن تدفعوا أبناءكم واصحابكم وأيا كان في محيطكم لزيارة المكتبة التي إستفقتم الأن على عشقها؟ أهكذا تعبرون عن حبكم المستميت من أجل الكتاب بكيل الشتائم والإفتراءات والكلام الذي يحدثنا عن المستوى الثقافي والحضاري لقائله؟”
وتابع: “تدعون أن بعض المحيطين برئيس البلدية يرتشون، وأنتم تعلمون أن رئيس بلديتنا لا يتعامل إلا مع الشرفاء أمثاله، ومن كان غير ذلك يقصيه فورا. ولمن يريد أن يعرف الحقيقة نقول:
أولا: إن اتهام رئيس بلديتنا هو افتراء عليه وعلى كرامة البترون بكاملها، لأن اذا الرجل نال ثقة أهله أربع دورات متتالية، وكل الكلام من هذا النوع هو إهانة لكل أبناء المدينة.
ثانيا: لهذا الرجل انجازات كثيرة ترد على اتهامتكم له:
مبنى بلدية البترون بتصاميمه وهندسته وجماله يحاكي تاريخ المدينة العريق، فهل من يعمر يتهم بالداعشية؟ والمعهد الموسيقي أليس من سعيه؟ الا يعتبر صرحا علميا له فوائد متعددة على البترون؟ وتتهمونه بالداعشية؟ والمدرسة المهنية والفنية التي لاحقها دون كلل حتى وضع لها الحجر الأساس، وتتهمونه بالداعشية؟”
وسأل البيان: “هل يدرك البعض أن البلدية بقيادة الرئيس مرسيلينو الحرك أنفقت الآلاف على الأنشطة الثقافية وهي أكثر من ان تحصى وتتهمونه بالداعشية؟
ثالثا: إن إنجازاته ظاهرة في شوارع البترون والبنى التحتية وجامعة البحار ومحطات تكرير المياه المبتذلة وغير ذلك بكثير، وتتهمونه بالداعشية؟
رابعا: ألم يلفت نظركم ذلك التمثال المهيب في مدخل البترون، تمثال الشاعر الفيلسوف الدكتور ميشال سليمان الذي خلدته البلدية باندفاع شخصي من رئيس بلديتنا مرسيلينو الحرك، وهو رمز وتأكيد من البلدية لإبقاء عظمائنا في الذاكرة؟ وهل من يقوم بذلك يتهم بالداعشية؟
خامسا: إن الثقافة لا تؤله الورق، بل ما يكتب على الورق، وقد انتظركم الكتاب في هذه المكتبة مع عائلاتكم سنوات، فلم تأبهوا برغم كل ما بذل من جهد. وقامت قيامتكم واتهمتم البلدية بأنها اهانت الكتاب. ألم تهينوا الكتاب عندما أدرتم له ظهوركم؟”
واكد البيان أن “البلدية لم تقفل المكتبة، بل بعد دراسة معمقة، ومن وجهة نظرها عندما رأت أن لا فائدة منها كما هي، وبعد تجربة عشرات السنين، وبعدما لمست الابتعاد عنها، قررت ارسالها الى مدارسكم، لأن المدرسة تجبر طلابها على القراءة، وإنشاء مكتبة متطورة الكترونية عصرية لجذب ابنائكم اليها، وقدمت لهذه الغاية طبقة كاملة في مبنى البلدية الجديد تضم قاعة مجهزة بكل وسائل الاتصال الحديثة للتواصل مع كبرى مكتبات لبنان والعالم، ووفرت المادة لقراءة اي كتاب يريده القارىء. كما جهزت القاعة بشاشة لعرض الافلام وعدد من الكومبيوتر، وهي تتسع لكل انواع النشاطات الثقافية والفنية والعلمية والاجتماعية، وسوف تصبح المكان الصالح للقاء المثقفين الحقيقيين والمؤلفين واصحاب الفكر والاختصاص”.
وختم البيان: “إن بلدية البترون بقيادة الرئيس مارسيلينو الحرك قامت وتقوم باكبر عملية ارشفة حفاظا على تاريخ البترون، وهو ارشيف محكمة البترون الذي يضم الالاف من الوثائق التي كانت مرمية. وتعاقدت لهذه الغاية مع معهد فينيكس التابع لجامعة الروح القدس -الكسليك لنقلها على قرص مدمج وتصبح بتصرف الباحثين.
ونحن نعلم ان الانتقال الى اساليب عصرية وحضارية من اي قطاع كان قد يحدث نقزة عند البعض، لكننا نؤمن ببلدية البترون وبرئيسها مرسيلينو الحرك”.
وطنية