صحيح أن لبنان تصدّر مؤشر القراءة العربي بنسبة 96% ليصل متوسط عدد ساعات قراءة اللبنانيين سنوياً 59 ساعة ومتوسط عدد الكتب المقروءة الى 29 كتاباً، ولكن ماذا نقرأ؟ هذا السؤال ركز عليه وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال الياس بو صعب خلال مشاركته في قمة المعرفة 2016 التي تنظمها “مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم” في دبي، ليؤكد أن لبنان بدأ فعلياً العمل على تطوير مناهجه التعليمية.
في مؤشر القراءة بدا واضحاً ان القراءة الالكترونية في الدول العربية تفوّقت على الورقية، وهذا الامر ينطبق على لبنان أكثر من بقية الدول العربية إذ بين المؤشر أن متوسط عدد ساعات القراءة سنوياً للوسائل الورقية 28 ساعة في مقابل 32 ساعة للالكترونية. والاتجاه نحو القراءة الالكترونية اعتبر بو صعب في حديث لـ”النهار” انه “مؤشر خطير جداً”، وينطلق من حقيقة أنه “ليس كل ما يكتب على الوسائل الالكترونية وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي معلومات صحيحة كما هو عليه في الكتب او الصحف التي تخضع لمراقبة مسبقة”. وفي حين ينادي البعض بضرورة مراقبة هذه المواقع، يؤكد بو صعب استحالة ذلك في ضوء المنسوب العالي للحريات، مشيراً الى الخطر الذي تتعرض له اللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي “إذ اصبح هناك لغة خاصة، واختصار للكلمات، واحرف غير موجودة اصلاً في لغتنا”.
وتطرق الى العناوين “المثيرة للجدل والطنانة” التي تعتمدها بعض المواقع الالكترونية لجذب القراء اليها اضافة الى تركيزها على تغطية الموضوعات الاكثر اثارة كأخبار الحروب والجرائم واخبار المشاهير. وبما أن هذا الامر “أصبح واقعاً ومفروضاً على عالمنا العربي”،”يجب علينا كمسؤولين أن نوفر للطلاب في المقابل أموراً تعنيهم ليكون لديهم الشغف لقراءاتها بشكل صحيح”.
وفي هذا السياق، لم يجد بو صعب بديلاً عن تعديل المناهج التربوية في لبنان لتصبح جاذبة للطلاب، كاشفاً أن ثمة “تعديلات جذرية للمناهج في لبنان، خصوصاً بعدما استطعنا توفير نحو 60 مليون دولار من البنك الدولي لتطوير المناهج كي تصبح مناهج تفاعلية”.
وبلغ المتوسط العربي لمنسوب القراءة 19.45 ساعة سنوياً في مقابل 16.03 ساعة للقراءة الورقية، وهذه نتيجة غير مفاجئة وفق ما يقول المشرفون على الدراسة، “نظراً الى الاكتساح الكبير لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.
وأظهر المؤشر أن متوسط عدد ساعات القراءة سنوياً لدى الإنسان العربي يصل إلى 35 ساعة، فيما توزعت عدد الساعات كالآتي: 15 ساعة على الكتب في مجال الدراسة أو العمل، و20 ساعة خارج مجال الدراسة أو العمل. فيما تستغرق القراءة الورقية 16 ساعة سنوياً، والقراءة الإلكترونية 19 ساعة. واستحوذت الكتب على نسبة 28%، تليها الروايات 20%، والمجلات المتخصصة 20%، ثم الصحف 17%، تليها القصص المصورة 14%.
أما بالنسبة الى القراءة الإلكترونية، فجاءت النسب كالآتي: 23% للشبكات الاجتماعية، و23% للمواقع الإخبارية، و21% للكتب الإلكترونية، و15% للمجلات الإلكترونية، و9% للمدونات، و7% للشبكات المهنية.
ولم يستغرب مدير مشروع المعرفة العربي الدكتور هاني تركي، نتائج الاستطلاع التي بينت ان القراءة الالكترونية تفوقت على الورقية، ووفق ما قال لـ “النهار” فإن الاخيرة تتراجع لأنه يتوجب دفع الاموال للوصول اليها في مقابل مجانية القراءة الالكترونية، وهذا الامر ينطبق ايضاً على الصحف”.
النهار
الرئيسية | إعلام و ثقافة | اللبنانيون يُفضلون القراءة عبر الوسائل الإلكترونية وليس الورقية بو صعب لـ “النهار”: مؤشر خطير جداً… ولكن المهم ماذا نقرأ؟