كرم الصندوق التعاضدي لموظفي وأجراء مستخدمي الجامعة اللبنانية، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، العاملين المنتهية خدماتهم لبلوغهم السن القانونية، بحفل في قاعة المؤتمرات في مجمع رفيق الحريري الجامعي – الحدث.
حضر الإحتفال رئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد غسان داغر، أمينة السر العام في الجامعة اللبنانية سحر علم الدين، عدد من العمداء والمديرين، ممثلو الأساتذة، أعضاء مجلس ادارة الصندوق وموظفو الجامعة اللبنانية.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، ألقى الدكتور طارق بكري كلمة قال فيها: “تحية اعتزاز وتقدير لزملاء أعزاء، لا تزال بصماتهم واضحة في مسيرة الجامعة، رفعوا الراية بأمانة وشرف وإخلاص، وسلموها بشرف وتفان. لن ننسى حماسهم فقد كان لكل واحد منهم تاريخه الوظيفي المشرف وخدمته العملية التي تميزت بالعطاء والتضحية ونكران الذات في سبيل أداء الأمانة التي حملوها في مختلف المواقع التي خدموا فيها”.
بو طايع
وكانت كلمة المكرمين ألقاها الأستاذ جوزيف بو طايع الذي قال: “أخاطبكم اليوم ومشاعر كثيرة تختلج في داخلي وإني على يقين بأنها تراودكم جميعا، انها مشاعر الفرح والحزن، فمن جهة نشعر بالراحة والسعادة لأننا بلغنا سن التقاعد ونحن ما زلنا بصحة وعافية متحلين براحة الضمير لأننا أدينا واجبنا المهني على أحسن ما يرام، ومن جهة أخرى نشعر بالمرارة لأن بلوغ سن التقاعد حرمنا متعة ممارسة عملنا اليومي، الذي طالما كنا وما زلنا نعتبره رسالة قبل أن يكون مهنة نعتاش منها جميعا فضلا عن ان التقاعد حرمنا متعة اللقاء بزميلات وزملاء عشنا معهم الحياة بحلوها ومرها، هؤلاء الزملاء الذين عملوا وما زالوا يعملون في سبيل إنجاح اعمال الجامعة فكانوا لنا السند، مما ولد لدينا شرف التعاطي معهم، إذ ان الدوائر الناجحة هي التي تبني على التعاون والتضحية وهي كالشرايين المتآلفة التي تضخ دما لجامعتنا فإذا قطع منها أي شريان توقف نبضها والتمست معالم الزوال”.
أضاف: “أشكركم حضرة الرئيس لرعايتكم هذا التكريم وأشكر دعمكم في زيادة المساهمة التي لحظت في موازنة الجامعة لتغذية صندوق تعاضد العاملين فيها، وأنتم على ثقة بأن الجامعة الحقة لا تقوم إلا بأركانها الثلاثة: الأساتذة والموظفون والطلاب. آملين أن تنشأ في عهدكم رابطة لقدامى العاملين في الجامعة وذلك للعمل على توطيد التواصل معهم وللاستفادة من خبراتهم الوظيفية على جميع الصعد”.
وتمنى للمكرمين المتقاعدين “التوفيق في المرحلة الثانية من العمر والمثابرة في إكمال مسيرة الثقافة الإنسانية، وان تبقى الجامعة اللبنانية قلب لبنان النابض ومؤسسة التنشئة السليمة لأجيالنا القادمة”.
داغر
أما رئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد فقال: “نحتفل اليوم ويتوج احتفالنا حضور راعي هذا الإحتفال مسؤول الصرح الوطني الأول للعلم والثقافة في لبنان البروفسور فؤاد أيوب لنكرم كوكبة من العاملين المحالين إلى التقاعد الذين غادرتهم الجامعة في حين انهم لم يغادروها بل بقيت حاضرة في أذهانهم وتحتل في عقولهم وقلوبهم مساحة ود كبيرة. وعلى قاعدة “لكي تبني عاليا عليك أن تحفر عميقا” فقد حفرتم عميقا إذ انبريتم لتحمل مسؤولية الأعمال الإدارية والأكاديمية والمالية وسبرتم أغوارها وتمرستم بها حتى برزت على يدكم سليمة من أي شائبة وفي هذا مدعاة فخر واعتزاز. غير أن منظومة الدولة تبقي أصحاب الحق مغبونين وأصحاب الإبداع مغمورين وتتغاضى عن واجب تكريمهم بما يليق بهم”.
أضاف: “في زمن ضاقت فيه سبل العيش الكريم وأمست اللقمة غير سهلة المنال، في هذا الزمن الرديء بات لزاما علينا أن نتكاتف ونتعاضد كي نعبر موج هذا الواقع المعيشي الغادر الذي لا يهادن ولا يغمض له جفن. فانعتاقنا من الواقع السلبي رهن باتحادنا واتحادنا هو السبيل الوحيد إلى الخروج من الظلمة إلى النور. من هذه القناعة ومن هذا التصميم انطلق صندوقنا التعاضدي الذي لم ير النور إلا بعد بذل جهود مضنية ومساع حثيثة ومراجعات متكررة مع مسؤولي الدولة”.
وتابع: “حضرة الرئيس، رعايتكم اليوم لحفل التكريم تؤكد من جانبكم دعمكم لمسيرة صندوقنا التعاضدي وتصميمكم على مواكبة نموه وتطور أدائه ونحن نثمن الجهود التي تبذلونها من أجل تأمين الاعتمادات اللازمة له. كما يهمنا أن ننوه جهارا وبالفم الملآن بعزمكم على إعادة النظر في وضع الذين غادروا الجامعة وفي قلبهم غصة إذ بقي موضوع انصافهم مطويا في الدرج بحيث أنهم فقدوا حقهم في سلسلة الرتب والرواتب كما أن شريحة كبيرة منهم أقصيت عن الدخول الى ملاك الجامعة في حين أن هذا الحق كرسه لهم الدستور اللبناني. نحن نواكب خطواتكم الهادفة الى تصويب المسار في الجامعة وإلى إعادة إحياء دورها الوطني، ونحن إذ ندعو لكم بالتوفيق في مساعيكم فإننا نعقد الأمل عليكم متمنين عند إقرار سلسلة الرتب والرواتب أن يكون لموظفي الجامعة سلسلة رتب ورواتب خاصة بهم اسوة بباقي المؤسسات العامة المستقلة في لبنان”.
أيوب
من جهته، قال رئيس الجامعة: “مناسبة تختلط فيها الأحاسيس وتمتزج، ويحار فيها القول أمام كلمات تجاذبها شعور فرح اللقاء برعيل أعطى من سني عمره جامعة كانت له حضنا، فتفاعل فيها وفعل، وعمل فأنتج. وشعور ببعض الأسى لمغادرة هذا الرعيل الذي يخرج اليوم من الجامعة بحقائب ملأى بتضحيات وجهود مخلفا وراءه شغورا وحاجة لخبرات طورها مراس يومي وسلوك التزام وحس مسؤول. لكنها شرعة الوظيفة وقدر الموظف. وهذه حلقة من حلقات الزمن ودائرة من دوائره في رحلة العمل الذي في دورته انتهاء كما ابتداء. وتستمر الجامعة في رسالتها، هذه الرسالة المتجددة مع كل جيل والتي أرسى قواعدها وثبت مداميكها أهلها وأبناؤها، الأساتذة والموظفون والطلاب”.
أضاف: “هذا الثالوث المتكامل الذي نحرص على أن يكون منسجما بترابطه، متناغما في حركته، متعاونا في أهدافه بما يكفل النجاح لهذه الجامعة وبلوغ الغاية والهدف اللذين نسعى دائما إلى إرسائهما، وهما رسالة العلم ورسالة القيم، دون أن نغفل أهمية دور الموظف، سواء كان إداريا أم فنيا وفي أي موقع كان. وإذا كنا نسعى لأن نرتقي بمفهومنا لطبيعة العمل الإداري، فإننا نحرص على الجدية في العمل والإلتزام بمبادىء وقواعد وأصول الوظيفة العامة، لأن الجامعة هي الصرح الذي يجب أن يكون قدوة في الأداء معتمدين في إدارتنا على مبدأ الثواب والعقاب والموظف المناسب في الوظيفة المناسبة، دون أن أشك لحظة في قدرات أي عامل في الجامعة. وإن أي تشكيلات تصدر فهي نابعة من الحرص على انتظام العمل ولا يعني هذا تقليلا من شأن أحد أو مسا بمسلكه أو عمله”.
وتابع: “أنا بدوري كرئيس للجامعة اللبنانية أعمل معكم وأدرك أنني محاط بنخب إدارية لها من تاريخها الوظيفي ومسلكها الإداري وشعورها بالمسؤولية ما يجعل الثقة بها عنوانا للتعاون، وسأسعى مع المخلصين على استصدار قوانين من شأنها طمأنة العاملين في هذه الجامعة، ولا سيما منها ما يسمى بعقود المصالحة، وسأكون إلى جانب كل مطلب حق يسهم في تعزيز وتطوير وتقدم جامعتنا”.
وختم: “اليوم يطيب الترحيب بكم أيها المتعاقدون وأنتم تقفون على أعتاب مرحلة جديدة في حياتكم، بعدما أديتم قسطكم في البذل والعمل ليكون لكم مع الراحة موعد تنعمون فيه مع عيالكم وأسركم وتنصرفون فيه إلى تحقيق بعض طموحات ورغبات، بعدما أخذت الوظيفة منكم كل وقت والتقاعد يجب ألا يؤخذ بمفهوم التوقف عن العطاء. وستبقى الجامعة مشرعة أبوابها لكم مبقية على عرى التواصل معكم للافادة منكم في أي أمر يستلزم متمنيا لكم الصحة الدائمة والعمر الطويل، شاكرا لصندوق تعاضد العاملين في الجامعة جهوده ونشاطه رغم امكاناته المحدودة التي سنسعى على تعزيزها عبر الطلب إلى وزارة المال رفع قيمة المساهمة السنوية في موازنة الجامعة”.
وفي الختام وزعت الدروع على المكرمين.
وطنية