شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أمس في الاجتماع الوزاري العربي – الأوروبي الرابع الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، وترأسه وزير خارجية تونس خميس الجهيناوي والممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في حضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط.
وأكد باسيل في كلمته، أن “لبنان يجد نفسه بشكل طبيعي في الفضاء العربي – الأوروبي، لكونه بلدا منتميا الى العالم العربي ومنفتحا على أوروبا بكل ما تشكل من عناصر ثقافية وسياسية واقتصادية”، مشيرا الى أن “لبنان استكمل عافيته المؤسساتية إثر انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وسوف تكون المرحلة المقبلة مرحلة الاستقرار والإصلاح والعمل على مقاربة الاستحقاقات الديموقراطية بما يعزز التراث الديموقراطي اللبناني العريق من خلال إقرار قانون جديد للانتخابات وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها”.
واعتبر أن “العالم العربي وأوروبا يواجهان تحديات ومشكلات واحدة، في طليعتها الإرهاب الذي يجب أن يكون التصدي له متعدد البعد، بدءا من المقاربة الأمنية والعسكرية، على أن تستكمل بمقاربة سياسية وثقافية تؤدي الى اجتثاث هذه الآفة من جذورها، وفي هذا المجال يواجه جيش لبنان وقواه الأمنية الإرهاب ببطولة، وهو يشكل نموذجا ثقافيا وحضاريا يناقض الظلامية التي يشكلها الارهاب. ان مواجهة الإرهاب تتطلب تضافر جهودنا جميعا، لأن أمننا واحد ومنطقتنا واحدة. وتحدياتنا المشتركة تتطلب حلولا سياسية من خلال الحوار، مع ضرورة عدم إضعاف الدول المركزية والمؤسسات الوطنية”.
وتطرق الى الأزمة السورية، مؤكدا أنها تمس باستقرار المنطقة القريبة والبعيدة، ومشيرا إلى ما تؤدي اليه من “تحديات وجودية على لبنان في كل القطاعات، وخسائر اقتصادية فادحة”. ودعا الى “حل سياسي متوافق عليه يلبي طموحات الشعب السوري في بلد آمن ومستقر وموحد يعود اليه النازحون، إذ إن عودتهم يجب ان تكون جزءا لا يتجزأ من الحل السياسي”.
واعتبر أن إعادة الإعمار في سوريا،”يجب أن تشمل مقاربة إقليمية لا تقتصر على سوريا، وإنما تشمل أيضا تعويض دول الجوار الخسائر التي لحقت بها، ولا سيما أن ازدهار المنطقة واستقرارها مترابطان ولا يمكن فصلهما”.
ولبى باسيل دعوة الى مأدبة عشاء أقامها قنصل عام لبنان في الاسكندرية وعميد السلك الديبلوماسي أسامة خشاب، شارك فيها محافظ الاسكندرية رضا فرحات. وزار كنيسة سيدة النياح للروم الارثوذكس المصريين وكنيسة سانت تيريز المارونية.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين نددت في بيان “بأشد العبارات” الهجوم المسلح الذي استهدف سفير روسيا الاتحادية لدى تركيا، مؤكدة رفضها المطلق “لهذا الاعتداء الإرهابي الجبان”. كما استنكرت في بيان آخر، عملية الدهس الارهابية بشاحنة استهدفت سوقا لعيد الميلاد في برلين.
النهار