في ختام الاحتفال بالقداس تلا البابا فرنسيس مع وفود الحجاج والمؤمنين صلاة التبشير الملائكي وقال إننا نحتفل بعيد الدنح، أي تجلي الرب يسوع الذي يُشرق كالنور أمام جميع الأمم، هذا النور الذي يريد أن ينير حياة كل إنسان والذي ترمز إليه النجمة التي قادت المجوس إلى بيت لحم. ولفت البابا إلى وجود نجمات كثيرة في حياتنا اليوم تضيء وتوجّهنا، ويتعيّن علينا أن نختار النجمة التي نريد اتّباعها، مشيرا على سبيل المثال إلى نجمات المال والنجاح، التي تعدنا بأمور كثيرة: إنها قوية لكنها تعمي نظر الإنسان وتنقله من أحلام المجد إلى الظلمة القاتمة.
وأكد البابا أن النور الحقيقي هو نور الرب، لا بل هو الرب نفسه. الرب نورنا: إنه نور لا يُعمي الإنسان بل يرافقه ويهبه فرحا فريدا من نوعه. وشجع فرنسيس المؤمنين على الاستيقاظ كل يوم كي يتبعوا نجمة الرب النيّرة مذّكرا بأن المجوس وعندما شاهدوا النجم امتلئوا فرحا لأنه حيث يوجد الرب يوجد الفرح. هذا ثم دعا البابا الجميع إلى عدم الخوف من هذا النور والانفتاح على الرب لأن نور الرب يسوع يعرف كيف يتغلب على الظلمات الحالكة.
من هذا المنطلق شدد البابا فرنسيس على ضرورة اتّباع مثال المجوس، لافتا إلى أن من يبحث عن النور يخرج من ذاته ولا يراوح مكانه ينظر لما يجري من حوله. وذكّر بأن الحياة المسيحية هي عبارة عن مسيرة متواصلة وبحث يستمر حتى عندما تُحجب النجمة عن الأنظار. وأكد أنه لا يكفينا أن نعرف أن الله قد وُلد إذ ينبغي أن نعيش الميلاد معه وأن يولد في قلوبنا، وهكذا نجده في الإسطبل كما فعل المجوس وكما فعل يوسف ومريم. وأشار البابا إلى أن المجوس وجدوا الرب وسجدوا له، ودخلوا في علاقة شركة، علاقة محبة شخصية مع يسوع، مشددا على ضرورة اتباع مثل المجوس والسير قدما سائرين وراء نجمة الرب لنسجد له من صميم ذواتنا.
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ذكّر البابا بأن الكنائس الشرقية التي تتّبع التقويم اليولياني ستحتفل يوم غد السابع من كانون الثاني يناير بعيد الميلاد، وتمنى لأتباع هذه الكنائس أن يملأهم ميلاد الرب بالنور والسلام.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي لمناسبة الاحتفال بعيد الدنح